يغمراسن بخمس سنين كما في الخبر المعرب. وحمل إلى رباط الفتح من بلاد العدوة ودفن بمسجد شالة منها كما في الأنيس وبموته انصدع الإسلام. قال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار : ولو لا يغمراسن ألهاه بشن الغارات لا ستردّ كثيرا من الأندلس فكان له مانعا من الموانع.
ثم ابنه يوسف الناصر فصالح ابن الأحمر وجدد الصلح لابن الفنش (الفونسو) وأكثر من غزو الأندلس فأثخن في النصارى ثم صرف عزمه لغزو تلمسان بسبب ابن عطوا فحاصرها وبها ملكها عثمان بن يغمراسن ودام حصاره عليها أعواما وشهرا ومات ملكها عثمان أيام الحصار وانتهت عساكر المريني إلى إفريقية واشتدّ البلاء على أهل تلمسان إلى أن قتله غلامه وهو نائم مع إحدى جواريه فافرجت عساكر مرين عنها وحمل إلى شالة برباط الفتح ودفن بها. ولما مات جلس ابنه أبو سالم على الكرسي فغلبه ابن أخيه أبو ثابت وخلعه بإعانة أبي حمّ الزياني.
ثم أبو ثابت عامر بن عبد الله فارتحل عن تلمسان ورجع للمغرب فدوخه كثيرا وجال في نواحيه إلى أن توفي بقصبة طنجة فجلس على كرسي الملك عمّه علي بن يوسف فخلع فورا ورضوا بسليمان أخي (كذا) أبي ثابت. ثم أبو الربيع سليمان بن عبد الله أخو أبي ثابت فجدّد الصلح مع آل زيان وتوفي مريضا بتازة ودفن من ليلته بصحن جامع تازة وقد ترفّهت الناس في أيامه / باتخاذ الدّواب (ص ١١٥) والملابس الجيدة وتشييد الدور وترويقها بالزّليج والرخام والنّقوش. ثم أبو سعيد عثمان السعيد بن يعقوب فمهّر الملك ودوّخ المغرب وأوقع بملوية ووجدة وبني يزناسن كثيرا وحاصر تلمسان شديدا وبها سلطانها أبو حمّ موسى بن عثمان ثم أفرج عنها ورجع للمغرب وغزى (كذا) الأندلس وطالت مدته في التدويخ ووقع الخلل بينه وبين ولده عمر فاجتمع العسكر على عمر وخاف السعيد من العسكر فانتصر عليه ولده وهرب السعيد لتازة ولحقه بها ولده وحصره إلى أن سلّم له الأمر بالأشهاد وبقي بتازة ثم سار ولده بالجيوش لفاس وحلّ به المرض الشديد فحاصره أبوه بها إلى أن سلّم له الأمر على أموال عظيمة أعطاها له السعيد مع سجلماسة وترك الملك لأبيه فاستقلّ به إلى أن مات. وهؤلاء الملوك التسعة من بني مرين لم يملك واحد منهم وهران.