ثم ملكها أبو الحسن المريني وهو عليّ بن عثمان السعيد بن يعقوب ابن عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة بن محمد بن ورزين بن فلوس ابن كرماط بن مرين فدوّخ المغرب بأجمعه وحاصر تلمسان مدة حصرا شديدا وبنى المنصورة غربي تلمسان مدة الحصار وفيها يقول ابن الخطيب السلماني في رقم الحلل :
ثم بنا المنصورة الشهيرة |
|
البلدة الجامعة الكبيرة |
(ص ١١٦) / وقيل بناها يوسف بن يعقوب كما مرّ وفتك بأهل تلمسان فتكا عظيما وقاتله مالكها أبو تاشفين إلى أن استشهد هو وأولاده ووزيره فدخلها عنوة ولما حلّ بها طلب الإعانة منهم بالأموال للجهاد فقال له أبو زيد بن الإمام لا يصح لك حتى تكنس بيت المال وتصلي فيها ركعتين كما فعل عمر رضياللهعنه. وفتح ندرومة ووجدة ورجع للمغرب. ثم غزى (كذا) طريف بالأندلس فهزم هزيمة كبيرة حصدت فيها شوكة المسلمين. ثم غزى (كذا) وهران والمغرب الأوسط إلى أن وصل لإفريقية بسبب أن السلطان أبا بكر الأصغر الحفصي لما توفي سنة سبع وأربعين من الثامن (١) وكثر القتال بين بقيّة بني حفص وبين ولديه أبي العباس وأبي فارس وأضرمت إفريقية نار الفتنة هرب حاجب السلطان محمد بن تافركين للمغرب لسعاية بلغت به فلحق بأبي الحسن المريني وصار يرغبه في ملك تونس ويسهل عليه أمرها ويهوّنها عليه وكانت نفسه تحدثه لما فتح تلمسان بإفريقية ويتربّص بالسلطان أبي بكر فقويت عزائمه عليها ثم أخبر بمهلك ولدي أبي بكر أبي العباس وأبي فارس فارتحل من مراكش وجدّ السّير إلى تلمسان فوافته بها الحشود من كل جهة وارتحل في صفر سنة ثمان وأربعين من الثامن (٢) يجرّ الدنيا بما حملت فنزل بوهران وفتحها وأمر ببناء البرج الأحمر بها فبني وجعل في وسطه دائرة لا تراكين لها بناء محكما واتقنه إلى أن كاد الجوّ يغصّ به وقلّما يوجد مثله في السّعة واتقان البناء فهو إيوان الحكم لكل من ملك (ص ١١٧) وهران ثم بنا (كذا) ثانيا برج / المرسى كلاهما تلك السنة فبينما هو بوهران إذ وفدت عليه بها أولاد حمزة ، والكعوب وسائر أمراء إفريقية وبعث ابن مكي أمير
__________________
(١) الموافق ١٣٤٦ ـ ١٣٤٧ م.
(٢) الموافق ماي ـ جوان ١٣٤٧ م.