المحن من الإسبانيين وسويد صارت نساؤهم تجتمعن ليلا في وسط الحلل وتقلن برفع الصوت تداولا كلام فصيحهم (كذا) ويسمون ذلك بالتبواش ومن جملة كلام فصيحهم (كذا) :
فينا بين النار يا رب والنار |
|
بين انصارت دك وانصارت قدّار |
أنت المعين بالعزيز القهّار |
|
يا رب علينا دبّر |
ميتين وعشرين قعدت في مشوار |
|
دوار من الملاح ما عزّه دوّار |
الموت من الإله والسّبّ قدّار |
|
لا بد الحي يفتكر |
وهبرة هؤلاء هم على الصحيح أولاد المقداد بن مهاجر بن سويد بن عمارة ابن مالك بن زغبة بن أبي ربيعة بن هلال بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازين بن منصور بن عكرمة بن زيد بن حفصة بن قيس ابن / غيلان بن إلياس (ص ١٥٤) ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، فهم عرب هلاليون مضريون من بطون زغبة كما في الجزء السادس من ابن خلدون في ترجمة مالك بن زغبة في شجرته. فهم سويد خلافا لابن الخطيب الحكيم التلمساني القرشي القائل بإنهم ملتقطون. وبطونهم تسعة وهم الدّعامشة أولاد دعماش بن هبرة ، والهدادجة أولاد هداج بن هبرة ، والملايلة أولاد ملّال بن هبرة ، والمكاثرية أولاد مكثر ابن هبرة ، والفطانسة ويقال لهم فطناسة أولاد فطناس بن هبرة ، والدعاعنة أولاد دعنان بن هبرة ، والصواوقة أولاد صواق بن هبرة ، والعزايزة أولاد العزيز ويقال له عبد العزيز بن هبرة ، والدواودية أولاد داوود بن هبرة ومنهم السيد محمد ابن داودءاغة الدواير وأخوه السيد عبد القادر بن داوودءاغة سعيدة وأبناؤهما فهم من أعيان المخزن وقتئذ بوهران. ثم غزا الإسبانيون بني شقران برمال عين أبوس الشرقية على يد جبور بن حسنة من أولاد سيدي محمد بن حسنة بحيث صعد لهم مع وادي فرقوق والحمام ووادي تخوارت إلى أن وصلهم فأثخن فيهم بالقتل والسبي إثخانا عظيما إلى أن أذعنوا له بالطاعة.
ثم فردينة فيليب الأول تولى سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة (١) بعد خلع الذي قبله وبقي في الحكم عشر سنين وخلع ولما تولى أقرّ دكّ بوهران على حاله
__________________
(١) الموافق ١٥١٧ م.