محمد بن عثمان الكبير وابنه عثمان إلى أن وصل إلى الباهي حسن آخر بايات وهران وبايليك الغرب وقد خصص حيزا كبيرا للحديث عن البايات المسراتية ، وأعمالهم ومنشآتهم العمرانية في معسكر ، ومستغانم ، ووهران ، وقلعة سيدي راشد ، كما خصص حيزا كيرا للحديث عن ثورة درقاوة ، والتيجاني ضد بايات بايليك الغرب ، وما حصل خلالهما من الأحداث والتطورات ، والحروب ، والقلاقل والاضطرابات وتحدث عن قبائل المخزن الخمسة ببايليك الغرب وهي : الدوائر ، والزمالة ، والغرابة ، والبرجية ، والمكاحلية ، ولم ينس أن يتحدث عن مقتل الرئيس حميد وخلال مواجهته للمراكب الأمريكية في البحر ، وعن الصلح الذي تم على أثر ذلك بين الجزائر ، وأمريكا ، وغارات الإنكليز على الجزائر ، إلى أن وصل إلى حملة الاحتلال الفرنسي على الجزائر عام ١٨٣٠ م ، وقد استغرق ذلك ١٤١ صفحة من المخطوط. وقد استقى كل معلوماته ونقلها عن دليل الحيران.
تاسعا : «ثم ملك وهران الدولة التاسعة وهي الفرنسيس ويقال لهم أيضا الفرنج ، فتسميتهم بالفرنج قديمة التأسيس ثم سمتهم العامة بعدها بالفرنسيس نسبة إلى بلدة افرانسا بقطع الهمزة ، وهي قاعدتهم القديمة ، وملك دارهم القويمة ، وتقرأ بالجيم بدل السين أيضا لا حرجا كما قال ابن خلدون».
وقد تحدث عن نسب الفرنسيين ، ومملكتهم ، وموقعها ، وحدودها وعاصمتهم ، وموقع فرنسا من أوربا ، وسكانها ، ونسلهم ، وديانتهم ، وعددهم ومساحة فرنسا ، وأشهر مدنها ، وموانيها ، وخلجانها ، وجبالها ، وأوديتها وجزرها ، وبواغيزها ، والشعوب ، والدول ، التي توالت عليها من الإغريق إلى اللاتين ، والفرنجة ، والغاليين ، وشرع بعد ذلك في الحديث والتأريخ لملوك فرنسا ابتداء من فرامون الذي تولى سنة عشرين من القرن الخامس الميلادي إلى نابليون الثالث ، وعددهم ثلاثة وسبعون ملكا فاستعرض أحداثهم أحيانا باختصار ، وأحيانا بتوسع ، سواء في فرنسا أو خارجها ، وذلك زيادة على رؤساء الجمهوريات الذين جاؤوا بعدهم وقد قسمهم إلى أربع طبقات :
١ ـ الميروفينجيون ، وعدد ملوكهم ٢٢.
٢ ـ الكارلوفينجيون وعدد ملوكهم ١٣.