السادة السيد الأعرج بن محمد بن فريحة من أولاد سيدي محمد بن يحيى ... ولما عقدوا له البيعة ... قال بعض علماء وأولياء الله بغريس سبحان الله هذه البيعة لا يستقيم لصاحبها حال ، ولا يهنأ له قرار ومنال ، ولا شفقة له ورحمة في الأعيان وغيرم من النساء والرجال وإنما هو سفاك للدماء ، وليس من السادات الرحماء لكون أول من بايعه اسمه الأعرج ، والمحل المبايع فيه اسمه الدردارة ، فلا ريب أن أيامه وأحكامه وأحواله عرجاء ولا تستقيم وإنما تبقى مدردارة ، وهلا كان اسم ومحل غير هذين من الأسماء التي يكون بها التعاون ولا تدل على الريب والبين ، قلت وكأنه أخذ في فراسته من قضية المبايعة للإمام سيدنا علي ابن أبي طالب ... لأن أول من بايعه سيدنا طلحة بن عبد الله أحد العشرة ... وكانت يده قد شلت في قضية أحد فيما اشتهر فقال حبيب بن ذؤيب ... إنا لله وإنا إليه راجعون ، وأول من بدأ بالمبايعة يد شلاء لا يتم هذا الأمر. ولما سمع الأمير الراشدي المقاتلة (كذا) أسرها في نفسه وأضمر الفتك بمن سيظفر به من علماء وأولياء غريس ، فكان بعد ذلك بينه وبينهم من العداوة الواضحة التغريس» (ص ٤٠٢).
وبعد هذا استطرد المؤلف للحديث عن المخزن ، وإحداث الدواير والزمالة واستسلامهم للفرنسيين وإمضائهم معهم معاهدة من ١٢ بندا لتنظيم العلاقة بينهم. وقد تحدث بتوسع عن مقاومة الأمير عبد القادر ومعاركه كما قلنا ، وذكر أحداث أسرى سيدي إبراهيم ، وعين تيموشنت وبلعباس وتلمسان ، ومعارك المقطع والهبرة ، وآرزيو ، ومستغانم ووهران ، ومسرقين ، وموقف سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام منه ، ومحاربته له ، ومقتل بلأحمر ، وبعثة البوحميدي إلى فاس ، وأسره وقتله بالسم ، وشرح بالتفصيل كذلك بعض خلفيات استسلام الأمير عبد القادر ومما قاله في هذا الصدد : «ولما رأى الأمير قلة جيشه صعد ليلا لبني يزناسن ، ومن الغد أخذ عياله وصار بمن معه في التردد هل يرجعون لناحية الدولة أو يذهبون على وجدة لناحية توات. وقد سدت عليه الدولة طرق المجاز وهو لا علم له بذلك ، ثم أسرع السير بقصد أن يأخذ أسفل الجبل ويصعد على وجدة ويذهب لصحراء المغرب إلى أن يصل إلى توات ، ويستريح من جميع المهالك ، فبينما هو سائر إذا به وجد نفسه قد دخل بعسة الدولة وكان