في تلك العسة رجلان أحدهما يقال له محمد بن خوجة الزمالي والآخر يقال له أحمد بن حطاب الدايري ، وهما من أهل السياسة في الفعلة والقولة ، فاجتمعا به وعرفاه بأنفسهما وقالا له أيها الأمير أين تريد الذهاب ، فأخبرهما بالواقع ، فقالا له نحن لا طاقة لنا على إهلاكك ولا تسريحك للجواز بغير ارتياب ، ولكن الرأي عندنا الذي ندلك عليه هو أن تسلم نفسك للدولة وتكتب لهم بأنك رجعت لهم برضاك ونحن نضمن لك إن شاء الله تعالى أن لا يقع لك شيء وتريح نفسك من هذا التعب ونحن من تلامذتك فقد رأينا لأن لك مصلحة وتصير من أهل الراحة لا من أهل الوصب. فقال ، فوافقهما على ذلك وكتب لهما كتابا للجنرال لمنسيير (لامورسيير) يطلب فيه من الدولة الأمن والأمان ، فأخذ محمد بن خوجة الزمالي تلك الرسالة وذهب مسرعا لولد الرأي ، وأبي هراوة (لامورسيير) «ص ٥٠٨».
وقد ترجم المؤلف للأمير بعد استسلامه وتتبع مراحل حياته باختصار في فرنسا ، ودمشق الشام إلى أن توفي عام ١٨٨٣ م ، وأشاد به وبخصاله ، وأعماله ، وبعد ذلك ترجم لحياة نابوليون الثالث ، الحاكم الثالث والسبعون. من ملوك فرنسا ، وأشار إلى أحداث ثورة أولاد سيدي الشيخ باختصار ، وإلى زيارة نابوليون الثالث للجزائر عام ١٨٦٠ وعام ١٨٦٥ ، وأورد خطابه الذي ألقاه على السكان الجزائريين.
وختم هذا المقصد الرابع ، وهذه الدولة التاسعة ، باستعراض أسماء الحكام الفرنسيين الذين حكموا الجزائر إلى عهده وعددهم ٢٧ حاكما ، آخرهم ترمان الذي كان ما يزال يحكم تلك السنة عام ١٨٩٠ وأسماء الضباط الذين حكموا وهران وعمالتها وعددهم ١٤ حاكما لغاية عام ١٨٩٠ كذلك.
وذكر أن مساحة عمالة وهران ٩٧٢ ، ٥٧٢ ، ١١ هكتارا ، منها :
ـ ٩٧٢ ، ٩٧٩ ، ٢ ه تخضع للحكم المدني.
ـ ٨٠٠ ، ٥٧٢ ، ٨ ه تخضع للحكم العسكري.
وأن فرنسيي الجزائر ينقسمون إلى ثلاثة طوائف :
١ ـ الخاصة : وهم العسكريون ويتوزعون على سبعة أصناف أو طبقات :