من الأنام كافل اليتامى والرامل ، وقامع الشجعان البواسل من أسعده الله وأسعد به البلاد ، وأقامه لنفود مصالح العباد ، القائد الأنجد ، الفاضل الأمجد ، الجواد الأسعد ، المخزومي الأوكد سمط عقدة أبو مدين السيد قدور الصغير بن إسماعيل البحثاويءاغة ، مكّن الله من الجنّة إن شاء الله وصله وبلاغه ، حاضرا ساكتا ، وعارفا بالرأي وصامتا ، فلما رءا (كذا) الاختلاف وعدم ما يحصل به الإتلاف قال له يا سيدي الذي أشير به عليك لا بدّ لنا من لقاء العدو لا محالة ولا تضرنا كثرته فإنهم حثالة الحثالة ، بمنزلة الضباب أو النخالة ، فلا يهوّلنك هذا الأمر ، ولا تكن منه في قلق وعسر ، فما خرجنا إلّا لنلقوا مالا / نحبّه ، وعدونا إن شاء الله على أم (ص ٢٥٦) رأسه نكبّه ، والصبر مفتاح الفرج ، ومزيل للجزع والهرج ولا يدرك المجد إلا بالصبر ولا يحصل الظفر بالعدو إلّا بعد أكل الصّبر ، لقول الشاعر ، المفيد بالوعظ الماهر :
لا تحسب المجد تمرا أنتءاكله |
|
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصّبرا |
والحكماء يقولون فاز بالّلذات الجسور ، وبالصبر يتميز الأمر من المأمور ، ومن يريد العسل ، يصبر لجني النحل ، ومن طلب المعالي سهر الليالي. وأنت أيها الملك إنما بعثك أهل الجزائر لتفتح لهم الوطن ، فلا تخيّب لهم فيك الظن وتمهّد لهم البلاد ، وتدوخ لهم الأبطال الشداد ، فلا تخيّب لهم رأيا أصابوه فيك ، ولا تكسّر لهم قلبا يسرّ حين يوافيك فإنهم على غيرك اختاروك ، وأنت أولى بذلك لمّا اختاروك ، وإياك أن تكون كمن في أول غزاته (كذا) انكسرت قناته وانفصمت أوثق عراته ، حتى تكالبت عليه العدا ، وطمعت في أكله الرخام والحدا ، وأنّ هؤلاء الأعراب لا يخفى علينا حالهم وما لديهم كما لا يخفى حالنا عليهم ، فلا رجوع لنا عن تدويخهم إلّا إذا متنا عنءاخرنا ، ويكون النصر لنا عليهم بانتصارءامرنا (كذا) وقد جمع الله شملنا بعد ما فرّقه الدرقاوي ، فصار المخزن كحاله المضاوي. والرأي المتين الرجيح (كذا) أن تبعث من أعيان المخزن من يكشف لنا عن حال بني عامر وما هم عليه ويأتوك بالخبر الصحيح ، كما تبعث لكبراء الحشم والبرجية الجبلية بغير تراوي. يجتمعون بكلهم ويلقون الدرقاوي ، ونحن نكونوا (كذا) في مقابلة مجاهر بقوة وشدة ووحدة ، ونحاربوا (كذا) بحول الله وقوته لكل واحد وحده ، ويكون النصر لنا لا علينا بانتقاد ، لأننا