فذهب ولم يأت له بعد إعطائه الزيارة ثم بعث له من حلّ به المكر والخسارة ، وهو ابن دهما العامري الخالفي شرير الفعل بكل جواريحه حتى فيه ، فدخل عليه بنوالته ولطم خدّه وأخذه بشدة وأسحبه على الأرض إلى أن أوصله للباي وهو يسحب فيه ، فأمر الباي بوضع الكبل عليه لقلّه ، وافترقت الطلبة من حينهم فذهب كل واحد لأهله. وكان بالقندوز يقول قبل وقوع الأمر به للطلبة ، نعم السادات ما تقولون هل الأفضل الذبح أو الخنق بالغلبة ، ثم قال الذبح يؤدي لاختلاط الدماء فالخنق أفضل ، فمن أراد الذهاب فليذهب ومن أراد البقاء ، فليقعد حتى يشاهد القول الأكمل.
/ ثم ارتحل من موضعه وذهب مشرقا ، إلى أن نزل برهيو فقتله به خنقا مع (ص ٣١١) داوود المزابي قولا محققا. ولما مات الشيخ بالقندوز دون علم أحد من الناس بغير اشتباه ، صار وليّ الله السيد الحاج محمد أبو قراب يقول أتى أمر الله يا عباد الله ، فأرسل الله على المحلة ريحا عاصفا بصعصعه ، إلى أن تكسرت ركيزة وتاق الباي وأزيل الوتاق من موضعه ، وضجت الدواب بالصهيل ، وماجت الناس وهم خائفون من التبديل ، ثم سكن ذلك بعد ساعة ، فعلموا بموت السيد فواروه في رمسه باستطاعة. وكان أبو قراب من أولياء الله الكاملين ، والرجال السادات الواصلين ، وكان قرابه بيده على الأبد ويمشي على رجليه مع المحلة حيث ذهبت ، ولا تسبقه للمنهل ولو في مشيها أسرعت وغصبت ، بل هو الذي يسبقها في سائر الأحوال ، ويبقى في الصدود من ورائها حتى يذهب ضعفاء الرجال ، فلذلك اشتهر بهذه الكنية ، وامتاز بها في المرثية. وقد أمات الله ابن دهماء أشر موتة ، ومقته أشر مقتة. ولما قتل بالقندوز صار الشيخ الكامل القطب الواصل ، السالك المجذوب المقرب المحبوب ، صاحب الملجأ والمناصي ، السيد مولاي محمد الولهاصي يقول للعجب كل العجب بالتّوفيه ، الترك يقتلون بالقندوز ومولاي محمد يموت فيه ، وبموته يحصل الفرج للإسلام ، ويحل بالترك الانتقام ثم يراقب البحر ، ويقول بالجهر بالمركيش أرواح اتعيش ، في لحم البقر والدشيش ، ويكرر ذلك في سائر الأوقات ، إلى أن تم أجله ومات ، وبموته انقطع الأتراك ، وانفصم حبل الاعتراك. ومن الأولياء من كان يقول في أيام الصمائم ، ماذا يقع بأهل العمائم ، ولم ينج وليّ من الباي حسن إلا السيد محمد بن عبد الله