المشتهر بابن سحنون ويقال له مولا عين الحوت ، فإنه لم يتصرّف فيه بشيء في المثبوت وكان ساكنا بضواحي تلمسان ، والوشاة ساعون به لدى الباي بوهران ، فبعث له أناسا يأتوه به ، وكل من يصله لا يخبره بشيء من مطلبه ، ويرجع للباي فيقول له قد أبى وبان منه العصيان ، ولا يأتيك إلا إذا غزوته بجيشك فيحل به ما كان ، ثم أن الباي قال كيف أغزوا (كذا) رجلا واحدا بجيشي ، وربما يكون به إزالة ريشي ، فبعث له الفارس الأمجد الشجاع الأوكد ، الواثق بالباري ، السيد (ص ٣١٢) الحاج محمد المزاري / وقال له اذهب للإتيان به مكبّلا واستعن بالباري ، وكان المزاري وقت ذاك لم يكن آغا أصلا ، فامتثل الأمر وقال لا قوة إلا بالله ولا حولا ، ما هذه المصيبة التي ابتليت بها عن غيري وما هذه الرزية التي جاءتني تجري ، ولما وصله نزل عنده ونظره في أحواله ، وتدبّر في أفعاله وأقواله ، فألفاه بريئا وأنه من أولياء الله المتعبدين بجحرهم ، المعزّين للفقراء والمساكين والضعفاء وغيرهم وللوافدين عليهم في محبّة الله أهلا ، ومرحبا بكم وسهلا ، وأنه ليس من أهل الثوران ، ولا خوف منه على باي وهران ، فبات عنده ونفسه تدبر في كيفية الخلاص من الأمر الذي ابتلي به المفضي للأخذ بالنّواص ، ولما أصبح الله بخير الصباح وارتفع النهار وضوؤه بان ، أراد أن يقول له على القدوم معه لوهران ، فسبقه ذلك الولي بالقول مسرعة وقال له يا لمزاري أنك مأمور بأخذي معك لوهران مكبلا على برذعة فخذ الكبل وافعل ما أمرت به لا خوف عليك ، وكل من جاءني قبلك لم يقل لي شيئا بما لديك فقال لي يا سيدي لا أطيق على حملك معي مقيّدا على البرذعة ولكن اركب فرسك مسرجا واذهب معي وننيل (كذا) إن شاء الله للمنفعة إلى أن نصلا (كذا) لوهران دون تشديد ، ويفعل الله سبحانه في ملك ما يريد. فقال له الوليّ لا تعص الأمر لأنه أمر أمير المؤمنين. وطاعته واجبة على الذين بقلوبهم مؤمنين ، فقال له لا يليق إلا ما نطقت به إليك ، ولا شيء إن شاء علينا ولا عليك ، فقال له الولي خذ القيد من بيتي لنذهبا (كذا) راكبين على السروج ، وحيث نقربا (كذا) وهران نركب البغلة المبردعة مكبّلا ولا فيها حروج ، ثم أتاه بالقيد ، وأمر صاحبه أن يبرذع البغلة بغير رويد ويسرج فرس المزاري وفرسه ، ويذهبون لوهران بلا نفسه ففعل الخديم كل ما قاله الولي وركبوا وأتوا وهران ، ولما قربوا منها أقسم على المزاري أن يكبله