ب ـ وفي المخطوط تفاصيل واسعة ومهمة عن مقاومة الأمير عبد القادر من أولها إلى نهايتها ، أوردها المؤلف كشاهد عيان لها تدخل في إطار المذكرات والتقاييد الشخصية له ، وهذه التفاصيل تتيح لنا قراءة جديدة لجهاد الأمير ، ومواقفه السياسية ، ومعاركه العسكرية وسلوكه مع رفاقه ، ومواقف رجال المخزن منه ، ومنهم : المزاري نفسه وأبوه الحاج محمد المزري ، وعمه مصطفى بن إسماعيل ، والدواير ، والزمالة ، والحشم ، والعلماء ، والتجار ، واليهود. ومواقف الفرنسيين منه ومن العائلات المخزنية والقاعدة الشعبية. إن هذا القسم سيقدم أشياء جديدة للمكتبة التاريخية الجزائرية الحديثة ، ويعطي تفاصيل جديدة ، وتقيما جديدا لكفاح وجهاد الأمير عبد القادر. وهذا مما يعطي الأهمية لهذا المخطوط ، مع الملاحظة أنه ليس من اللازم أن تكون كل المعلومات التي يقدمها لنا المزاري صحيحة خاصة وأنه في النهاية أصبح خصما للأمير ، وصديقا للفرنسيين إن لم يكن عميلا لهم.
ج ـ يكتسي المقصد الخامس والأخير أهمية خاصة لأنه أرخ فيه لفرق وقبائل المخزن بالناحية الغربية من عهد الأتراك إلى زمانه وأورد تفاصيل واسعة عن أنسابها ، وأصولها ، ووظائفها ، وسلطاتها ، ونفوذها ، وأدوارها سواء مع الأتراك ، أو مع الأمير عبد القادر ، أو مع فرنسا ، وقد تأثر فيه بأسلوب ابن خلدون في وضع شجرات الأنساب.
إن هذا المقصد ، بأحداثه وتفاصيله الواسعة ، يمثل درة المخطوط ويسمح بالقيام بدراسات واستنتجات هامة للحياة الاجتماعية ، والسياسية والاقتصادية ، والعسكرية ، ويكشف في الوقت نفسه على مدى سعة اطلاع المؤلف ، وحسن استيعابه للأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية لهذه البلاد خاصة بايليك الغرب الوهراني منه ، هذا كله إن صح أن المخطوط من تأليفه هو.
د ـ كذلك يكتسي المخطوط أهمية خاصة بالنسبة للقسم الذي أرخ فيه لبايليك الغرب وباياته منذ أن ظهر البايليك في مطلع القرن السادس عشر إلى سقوطه عام ١٨٣١ م ، وللأحداث التي تخللت ذلك مثل دور رجال وقبائل