/ اعلم أيدني الله وإياك بنوره. ورزقني وإياك خيره ووقاني وإياك من (ص ٤) شروره. أنه لا خلاف في أن وهران بنيت في القرن الثالث من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وإنما الخلاف فيمن بناها والعام الذي بنيت فيه والخليفة الذي بنيت بأمره بالتلزيم (كذا) (١).
فقال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار على السينية له ، بنتها مغراوة بإذن أمراء الأندلس الأمويين وأن الذي بناها من مغراوة هو خزر بن حفص ابن صولات بن وزمار بن صقلاب بن مغراو بن يصلين بن مسروق بن زاكين ابن ورسيخ بن جانا ابن زنات. وكان صقلاب في زمان النبي صلىاللهعليهوسلم وأن الخليفة الأموي الذي أمر ببنائها هو عبد الرحمان بن الحاكم (كذا) بن هشام بن عبد الرحمان الداخل الخليفة بالأندلس ا ه. بعضه باللفظ وبعضه بالمعنى (٢).
فيفهم من أنها بنيت في وسط القرن الثالث لأن عبد الرحمان بن الحاكم
__________________
(١) عن التاريخ الذي بنيت فيه مدينة وهران ، والأقوال التي وردت في ذلك ، انظر كتابنا : وهران ، (الجزائر ١٩٨٥) ص ٥ ـ ٣٢.
(٢) محمد بن أحمد بن عبد القادر الراشدي المعروف بأبي راس الناصر ، ولد عام ١١٥٠ ه (١٧٣٧ م) بقلعة بني راشد قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري ، وتنقل في صغره بين مسقط رأسه ، ومتيجة ، وتنس ، والمغرب الأقصى. وحفظ القرآن الكريم ، واستوعب العلوم العربية الإسلامية على علماء وفقهاء عصره ، وعلى رأسهم الشيخ عبد القادر المشرفي. ثم تصدى للتدريس ، والإفتاء في مدينة معسكر زهاء ست وثلاثين عاما ، وتولى مناصب القضاء ، والإفتاء ، وحج مرتين ، واشتهر بالحافظ لغزارة علمه ، وكتب وألف في مختلف الأغراض والفنون ، شعرا ونثرا ، وخلف مائة وستة وثلاثين مخطوطة ، (١٣٦) ، بين طويلة وقصيرة ، بعضها موجود ، والبعض مفقود ، وتوفي يوم ١٥ شعبان ١٢٣٨ ه ، (١٧ أبريل ١٨٢٣ م). وترجم له عديدون ، أمثال : د. أبو القاسم سعد الله : مؤرخ جزائري معاصر للجبرتي. أبو راس ـ