(كذا) تول سنة ست ومائتين وتوفي في ربيع الأخير سنة ثمان وثلاثين ومائتين كما في المختصر لأبي الفداء صاحب حماة (١) وهذا القول لا يوافق بوجه ولا حال. وذكر الحافظ أبو زيد عبد الرحمن الجامعي في شرحه لرجز الحلفاوي أنها بنتها مغراوة في أيامهم وأطلق (٢). وقال الحفّاظ الخمسة وهم : محمد بن يوسف (ص ٥) القيراوني والبكري / وابن خلكان ، والرشاطي ، والصفدي (٣) كل في تاريخه أن الذي بناها محمد بن أبي عون ، ومحمد بن عبدون ، وجماعة من الأندلسيين البحريين الذين ينتجعون مرسى وهران مع نفزة وبني «مسقن» وهم بنو مسرقين من أزديجة ، وكانوا أصحاب القرشي وهو الخليفة الأموي بالأندلس وذلك سنة تسعين ومائتين.
وقال الحافظ أبو راس في كتابيه : عجائب الأخبار ، والخبر المعرب ، على
__________________
ـ الناصري ، مجلة تاريخ وحضارة المغرب ، عدد ١٢ (الجزائر ـ ١٩٧٤) ص ٢٢ وما بعدها. وكذلك في كتابه: أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر ، وتاريخ الجزائر الثقافي ج ٢. والشيخ عبد الرحمن الجيلالي : تاريخ الجزائر العام ج ٤. ط ٤. (الجزائر ـ ١٩٨٢ م). ومحمد سي يوسف : دراسة مخطوط عجائب الأسفار ولطائف الأخبار لأبي راس الناصري. مجلة الدراسات التاريخية. عدد ٢ (الجزائر ـ ١٩٨٦) ص ١٣٤ ـ ١٥٥.
(١) سنة ٢٠٦ ه يوافقها مسيحيا : جوان ٨٢١ ـ ماي ٨٢٢ م. وشهر ربيع الأخير لعام ٢٣٨ ه يوافقه : ٢٠ سبتمبر ـ ١٨ أكتوبر ـ ٨٥٢ م ، وأبو الفؤاد عماد الدين إسماعيل المؤيد (١٢٧٣ ـ ١٣٣١ م) صاحب حماة ، من علماء الجغرافيا العرب ، ألّف كتاب : تقويم البلدان ، وكتاب : المختصر في تاريخ البشر. وهو الكتاب الذي أشار له صاحب المخطوط.
(٢) أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي ، رحالة مغربي تنقل في الجزائر وبلدان المغرب ، وأعجب برجز شيخه أبي عبد الله محمد بن أحمد الحلفاوي مفتي تلمسان الذي نظمه في أحداث الفتح الأول لمدينة وهران عام ١١١٩ ه (١٧٠٧ ـ ١٧٠٨ م) فطلب منه شيخه أن يشرحه نثرا وعدد أبياته ٧٢ بيتا شعريا فشرحها وأضاف إليها معلومات عن السلطان العثماني أحمد الأول (١٧٠٣ ـ ١٧٣٣ م) الذي تم في عهده هذا الفتح ، فأصبح هذا الشرح مع الرجز من أهم المصادر عن هذا الفتح ، وما يزال مخطوطا ، وتوجد نسخة من هذا الرجز في مكتبة المتحف بميدنة وهران ، وللجامعي هذا ، رحلة سماها : التاريخ المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق.
(٣) أبو عبد الله البكري جغرافي أندلسي توفي بقرطبة عام ٤٩٠ ه (١٠٩٧ م) له كتاب : المسالك والممالك ، وصف فيه البلدان التي يعرفها المسلمون في القرن ١١ م. ومنه أخذ القسم الذي ـ