السينية أن الذي بناها هو خزر بن حفص المار ، وأن الذي أمره ببنائها هو الخليفة الأموي بالأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم (كذا) ابن هشام بن عبد الرحمن الداخل وذلك سنة تسعين ومائتين وقيل إحدى وتسعين وقيل اثنين وتسعين ا ه (١) والصحيح من هذه الأقوال التي ذكرها الحافظ في كتابيه ، الأول ، لكون الخليفة المذكور تولى سنة خمس وسبعين ومائتين وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاثمائة (٢) كما في مختصر أبي الفداء صاحب حماة. وقد بناها قبل وفاته بعشرة أعوام كما في دليل الحيران وأنيس السهران ، في أخبار مدينة وهران (٣) وإلى من بناها ووقت بنائها أشار الحافظ أبو راس في سينيته التي تسمى بالحلل السندسية ويقال لها إنها نفيسة الجمان بقوله :
/ بنتها مغراوة بإذن مواليهم |
|
الأمويين أمراء أندلس |
(ص ٥) ثالث قرن خزر منهم قد أسسها |
|
وملكهم في غاية العز والشمس |
__________________
ـ أصبح يعرف باسم : «المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والمغرب». طبعة دي سلان (باريس ـ ١٩١١ م). وابن خلكان أحمد البرمكي الأربيلي (١٢١١ ـ ١٢٨١ م) مؤرخ كبير تعلم ودرس في حلب ، ودمشق ، والقاهرة ، وتولى القضاء والتدريس. ومن مؤلفاته : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، في التراجم والآداب العربية. والصفدي صلاح الدين خليل (١٢٦٢ ـ ١٣٦٢ م) الذي يعرف بالصلاح الصفدي ، ولد بصفد وتعلم بها ، وتولى رئاسة ديوان الإنشاء في صفد ، والقاهرة ، وحلب ، وقيل إنه ألف ٥٠٠ مجلدا منها : الوافي بالوفيات ، الذي هو قاموس تراجم من ٣٠ جزءا. أما محمد بن يوسف القيرواني فلم نعرف ترجمته والرشاطي هو أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الرشاطي. ولد عام ٤٦٦ ه (١٠٧٣ ـ ١٠٧٤ م) بقرية من أعمال مرسية الأندلسية يقال لها : أوريوالة. وتوفي شهيدا بالمرية عام ٥٤٢ ه (١١٤٧ ـ ١١٤٨ م) كما في وفيات الأعيان ج ١. ص ٣٣٧. وفي نفح الطيب ج ٤ ص ٤٦٢.
(١) سنة ٢٩٠ ه يوافقها : ديسمبر ٩٠٢ ـ نوفمبر ٩٠٣ م. وسنة ٢٩١ ه يوافقها : نوفمبر ٩٠٣ ـ نوفمبر ٩٠٤ م. وسنة ٢٩٢ ه يوافقها : نوفمبر ٩٠٤ ـ نوفمبر ٩٠٥ م. والحقيقة أن هذا التاريخ يمثل المرحلة الثانية من تاريخ وهران ، لأن المدينة قديمة جدا ، تعود نواتها إلى عهد الفينيقيين ، وتمثل قرية إيفري نواتها الأولى عند البعض ، انظر كتابنا : وهران. ص ٥ ـ ٣٢.
(٢) سنة ٢٧٥ ه يوافقها : ماي ٨٨٨ ـ ماي ٨٨٩ م. وربيع الأول عام ٣٠٠ ه يوافقه : ١٦ أكتوبر ـ ١٤ نوفمبر ٩١٢ م.
(٣) للشيخ محمد بن يوسف الزياني. وقد حققه وطبعه الشيخ المهدي البو عبدلي عام ١٩٧٨ م.