قال الشيخ ذلك قال له بعض تلامذته الحاضرين لدعوته : وأظنه الشيخ إبراهيم التازي «يا سيدي والفرج لاحقة» ، فقال الشيخ «والفرج لا حقة». وحضر لدعوته على وهران الشيخ سيدي أبي الحسن علي الأصفر التلمساني وأنذر تلميذه الشيخ إبراهيم التازي أهل وهران بقصيدة تاءية (كذا) مع ما انضم لتلك الدعوة من (ص ١٨) دعوة الشيخ / أبي العباس سيدي أحمد بن يوسف الراشدي أحد الأولياء الكبار ، والأتقياء الأخيار الأبرار ، الهواري وطنا الوامودي أصلا نفعنا الله بالجميع ، آمين فإنه في وقته ذهب مرة لوهران فعظمه أهلها أشدّ التعظيم فكتب قائدها للأمير أبي عبد الله الزياني ، «آه رجل بأرض هوارة يخشى منه الملك فكتب الأمير ، إلى القائد ابعثه إليّ أو اقتله لما أتى الشيخ أهله برأس الماء ، بعث العامل لأمير هوارة أحمد بن غانم في الشيخ فأطلع الشيخ على ذلك وارتحل من وطنه وقال شوّشونا شوّشهم الله من البحر والبر فلم يك إلا قليل حتى شوّش الله بني زيان من البحر بالكفرة فأخذوا وهران ومن البر الأتراك فأخذوا تلمسان فذهب الشيخ قاصدا بني غدو فاعترضه محاربون من سويد (١) فقبض على ثلاثة أحجار من الصمّ وحكّهم في يده فصاروا رمادا وقال لهم إن تعرضتم لنا يسحقكم الله مثل هذه الأحجار فأتوه تائبين مذعنين. وذكر الشيخ صالح القلعي أنّ له حينئذ ابنت (كذا) اسمها عائشة. وتوفي رحمهالله سنة ، إحدى وثلاثين على ما للحافظين : أبي راس والصباغ ، وأربعة وعشرين على ما للحافظ الغول في وافيته ، اللّاميّة ، من القرن العاشر (٢) وقبره بمليانة من أعظم المزارات ، وله كرامات لا تحصى:
__________________
(١) بنو غدّو قبيلة قرب قلعة هوارة شرق مدينة معسكر التي تعرف اليوم بالقلعة ، وعرفت قبل ذلك بقلعة سيدي راشد. وسويد قبيلة مشهورة تقطن بالمنطقة الممتدة بين مستغانم والأصنام ، وتحدث عنها ابن خلدون كثيرا في تاريخه ، كما تحدث عنها صاحب القول الأعم. ويطلق عليها حاليا اسم المحال.
(٢) توفي أحمد بن يوسف الراشدي الملياني عام ٩٢٧ ه (١٥٢١ م) حسب رواية الحفناوي ، وهي رواية تتوسط الروايتين اللتين أوردهما المؤلف عن الصباغ القلعي ، والحافظ الغول ، وهو صوفي شاذلي الطريقة ، ساعد عروج وخير الدين على الاستقرار بمدينة الجزائر ، وترجم له كثيرون. وألف عنه قاضي قلعة الاستقرار هوارة محمد الصباغ القلعي كتابا بعنوان : بستان الأزهار في مناقب زمزم الأبرار ومعدن الأنوار سيد أحمد بن يوسف ـ