بعروج التركي رسى سفينته بالقرب منه وكان مع عرّوج رجل مراكشي شجاع فقال لعروج سر بنا نتبرك بهذا الشيخ فقال عروج إن خرج على ما في ضميري فذهبا وسلما على الشيخ فقال لعروج أنت عزمت على الغدر بأصحابك فقبّل رجل الشيخ فقال المراكشي قل لعروج يطلقني فسرحه ودعا له وقال إن أصابك هول في البحر فقل يا أحمد بن يوسف فأغيثك (١) ، ومنها أن شيخه زروق قال له لك ثلاثة أرباع الدنيا وشاركت الناس في الرابع إلى غير ذلك من كراماته وهو شريف حسني نص عليه صاحب كتاب الاعتبار ، وصاحب كتاب أثمد الأبصار (٢).
ومنهم الشريف الحسني الذي علمه بمنزلة الرّازي ، تلميذ الهواري أبو إسحاق الشيخ إبراهيم بن علي بن مالك التازي. نصّ على شرفه بالإجهار صاحب جواهر الأسرار ، وصاحب أثمد الأبصار ، وصاحب كتاب : الاعتبار. وله ولشيخه نسل مبارك. كان رضياللهعنه ريحان الدين والأدب ، وإكسير اللجين والذهب فقيها بارعا علّامة ، جامعا ، مع حسب وفضل ، وسخاء وعدل ، ونزاهة وأمانة وعفة وديانة ، فهو نبيل جليل ، ذو معارف وتحصيل ، محدّث لغوي ، بياني ، أصولي ، نحوي ، صوفي ، سني ، بديعي معاني ، خاشي خاشع حجة لا يدافع ، إمام العبّاد ، وملحق العوام ، بالأفراد ، والأحفاد بالأجداد من أكابر الفقهاء (ص ٢١) والمحدثين ، وجهابذة العلماء الراسخين الوارثين الموروثين ، / وكان جامعا بين العلم والعمل ، والزهد والورع ، والفضل والكمل (كذا). ذا تصانيف صحيحة ، وقصائد ظريفة مليحة ، وخطب بديعة. ومنح صنيعة ، عارفا بالأولياء وأخبارهم ،
__________________
(١) المعروف أن عروج وخير الدين استقرا بمدينة الجزائر عام ١٥١٦ م ، والإسبان احتلوا وهران عام ١٥٠٩. وحسب هذه الرواية فإن عروج كان يرتاد الشواطىء الغربية قبل سقوط المدينة في أيدي الإسبان ولا غرابة في ذلك لأن الأخوين استقرا في جربة وشواطىء تونس منذ عام ١٥٠٢ تقريبا ، ودخلا في صراع محموم ضدّ القراصنة الإسبان والأوربيين في كل حوض البحر المتوسط الغربي ، وشاركا في إنقاذ عشرات الآلاف من مسلمي الأندلس المطرودين والمطاردين.
(٢) صاحب كتاب الاعتبار والتعريف بآل النبي المختار ، هو الشيخ أحمد العشماوي ، كما ورد في كتاب حاشية رياض النزهة للشيخ بلهاشمي بن بكار ص ١٤٧.