قال القلصادي لقيت إبراهيم التازي خليفة الهواري بوهران ، وله اعتناء / (ص ٢٣) بكلام شيخه في السرّ والإعلان. ا ه. (١) وقد أخذ عنه جماعة ففازوا بنيل خيرهم منهم التونسي ، والحافظ التّنسي (٢) والتالوتي (٣) وزروق (٤) ...
__________________
(١) علي بن محمد بن علي القرشي ، البسطي ، الشهير بالقلصادي ، رحالة أندلسي كبير ، كثير التجوال ، ألف في كثير من الأغراض الدينية ، والعلمية كالحساب والفرائض ، انتقل من بلدته بسطة إلى غرناطة ، ثم إلى تلمسان حيث تتلمذ على عدد من علمائها ومنهم ابن مرزوق الكفيف ، وبعد ذلك رحل إلى المشرق عبر الجزائر وتونس ، وطرابلس ، ومصر. وأدّى فريضة الحج ، ثم عاد إلى غرناطة ولم تسعده الظروف فرحل عنها إلى تونس ، وأدركته الوفاة في مدينة باجة التونسية في منتصف شهر ذي الحجة عام ٨٩١ ه (منتصف ديسمبر ١٤٨٦ م). ومن أهم كتبه رحلته التي قام بتحقيقها الأستاذ التونسي الفاضل أبو الأجفان الذي راسلني عدة مرات في شأن تحقيق بعض الأسماء والأماكن بتلمسان ذات الصلة بها. وقد ترجم له ابن مريم ، والسخاوي ، والمقري ، وأبو راس ، وغيرهم.
(٢) لم ندر من هو التونسي الذي يعنيه ، أما التنسي فهو محمد بن عبد الجليل التنسي الملقب بالحافظ ولد بمدينة تنس بين شرشال ومستغانم ، وانتقل إلى تلمسان وتتلمذ على ابن مرزوق ، وقاسم العقباني ، وابن الإمام ، والنجاري ، وإبراهيم التازي. وتبحر في العلوم والمعارف حتى قال فيه أحمد بن داود الأندلسي : العلم مع التنسي. والصلاح مع السنوسي ، والرياسة مع ابن زكرى ، ومن أهم مؤلفاته : نظم الدر والعقيان في شرف بني زيان وذكر ملوكهم الأعيان ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان. وقد انتصر للعالم المجاهد عبد الكريم المغيلي في قضية يهود توات وتمنطيط توفي في شهر جمادى الأولى عام ١٨٩٩ ه (فيفرى ـ مارس ١٤٩٤ م) وترجم له أحمد بابا ، وابن مريم ، وغيرهما.
(٣) علي بن محمد التالوتي هو أخ الشيخ محمد بن يوسف السنوسي من أمه ، تتلمذ على الحسن أبركان. ودرس عليه أخوه من أمه الشيخ السنوسي. توفي في صفر عام ٨٩٥ ه (ديسمبر ١٤٨٩ ـ جانففي ١٤٩٠ م). وترجم له ابن مريم ، والحفناوي ، وغيرهما.
(٤) أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسي الفاسي الشهير بزروق ولد صباح الخميس ٢٨ محرم عام ٨٤٦ ه (١٧ ماي ١٤٤٤ م) وتنقل بين تلمسان ، وبجاية وقسنطينة ، للدراسة والتحصيل ، وتتلمذ على الشيخ عبد الرحمن الثعالبي ، وألف عدّة كتب في علم التصوف وشرح عدة منظومات منها : منظومة الوغليسية للشيخ عبد الرحمن الوغليسي في الفقه المالكي. وقد حاول أن يوفق بين التصوف والفلسفة وحج عدة مرات ، وأدركته الوفاة في ـ