ضريحه مشهد عظيم مزار ، مقصود للتبرك به وقضاء المأرب (كذا) في الليل (كذا) والنهار.
ومنهم العلامة الأكبر ، والكبريت الأحمر ، من جمع الله له بين العلم والعمل ، ونار وقته وسعد به المكان والمحل ، الشريف الحسني الذي سرّه وعلمه كالماء الجاري ، يجري ، الشيخ غانم بن يوسف الملقب التركي الغمري ، دفين جبل ماخوخ (١) من بلاد أولاد علي أحد بطون بني عامر ، فظهر فضله وكثر سرّه فهو للكسير جابر. وكان من أهل القرن التاسع ومات بالعاشر واجتمع بالشيخ أبي العباس أحمد بن يوسف الراشدي الملياني ذى السرّ الناشر ، نصّ على شرفه أبو عبد الله محمد الفاسي في كتابه ـ أثمد الأبصار ـ فهو من السادات الأولياء العلماء الأبرار. وكان معاصرا للذي له في العلم والشرف والولاية قدم رسوخ (كذا) سيدي معاش بن أحمد الكثيري ، دفين ثنية ماخوخ (٢) واصل مسكن
__________________
(١) جبل ماخوخ يقع جنوب وهران على الحافة الجنوبية لسهل ملاتة ، وسبخة وهران الكبيرة ، وتقع قرية الطافراوي في سفحه الشمالي على بعد حوالي خمسة أو ستة كيلومترات. وقد أسست قرية وبلدية جديدة بعد استعادة الاستقلال الوطني عام ١٩٦٢ أطلق عليها اسم : سيد غانم. ويحتفل سنويا بذكراه فيما يعرف بالوعدة ، كما حصل هذا العام (أوت ١٩٨٧). وقد أدرك القرن العاشر الهجري (١٦ م) ومات به. وله ذكرى في كثير من رحلات الرحالة المغاربة الذين كانوا يمرون بالمنطقة خلال ذهابهم وإيابهم من الحج حيث كانوا يزورونه ، ويتحاورون معه. وهذا يدل على شرفه ، وعلمه ، وتقواه ، وقد تحدث عنه أحمد العشماوي في كتابه السلسلة الوافية. والياقوتة الصافية ، وأثبت صحة نسبه إلى الأشراف الأدارسة. وقد قمت شخصيا بزيارة ضريحه صباح يوم السبت ٢٧ ذي الحجة ١٤٠٧ م (٢٢ أوت ١٩٨٧ م) للتعرف على المكان والتثبت من بعض المعلومات ، ولكن لا أحد يعرف شيئا. وحتى اسم جبل ماخوخ لا يعرفه الناس حاليا إطلاقا ولم يسمعوا به فمقدم الضريح الذي يبلغ عمره أربعا وثمانين عاما لم يسمع في حياته بهذا الاسم ، علما بأن صاحب المخطوط كان ما يزال حيا في نهاية القرن التاسع عشر وهو الذي أورد الاسم. أما أولاد علي فبعيدة عن موقع ضريح وقرية سيدي غانم إلى الشرق بحوالي عشر أو اثني عشر كيلومترا وتقع على الطريق العام بين سيدي بلعباس جنوبا وزهانة ووادي تليلات شمالا. وهذا يدل على عدم التدقيق في تحديد الأمكنة والأزمنة ، وكان ذلك مصدرا للأخطاء التي يقع فيها الناقلون والناسخون والمحققون.
(٢) ثنية ماخوخ التي دفن فيها الشيخ معاشو تعرف اليوم باسم : عين البرد ، وكان الاستعمار ـ