فكان من المفتوح لهم في كل شيء. وكانت له صحبة جسيمة ، ومحبّة عظيمة ، مع الولي الزاهد ، القطب الغوث الماجد ، شيخ الزّهّاد ، وقدوة العباد ، كثير المعاني ، وصاحب أسرار الأسماء والحروف ، أبي على الحسن أبركان ابن مخلوف المزيلي الراشدي دفين تلمسان وأحد ساداتها الأعيان (١) لأخذهما معا عن من اشتهر عن وصف الواصف ، الشيخ محمد بن أعمر الهواري ، العلوم وأسرار المعارف فتلمّذه له وخدمه بالنية والتصديق ، إلى أن نال منه سرا عظيما بالتحقيق. وكان سيدي بختي من الشرفاء الحسنيين أولاد أبي عنان الأخيار. نصّ على ذلك صاحب جواهر الأسرار.
ومنهم القطب الكامل ، العامل الواصل ، العالم الفاضل ، قامع أهل الضلالة واللصوص / أبو عبد الله سيدي محمد بن يبقى دفين جبل أبي عروص. (ص ٢٦) كان رحمهالله من أهل القرن التاسع (٢) وله جلالة وعظامة وسر نافع. وعلى
__________________
(١) الحسن بن مخلوف بن مسعود بن سعيد المزيلي الراشدي ، أبو علي الشهير بأبركان ، يعتبر من أكابر علماء تلمسان ، عاصر الشيخ الهواري وإبراهيم التازي ، وهو الذي توسط لسلطان تلمسان أحمد العاقل ، لدى الشيخ الهواري ، عند ما زحف السلطان الحفصي أبو فارس على تلمسان عام ٨٣٧ ه (١٤٣٤ م). وقد توفي بتلمسان ودفن بها في آخر شهر شوال عام ٨٥٧ ه (أول نوفمبر ١٤٥٣ م). وترجم له ابن مريم ، والحفناوي ، والجيلالي وغيرهم.
(٢) جبل عروص الذي يسميه الناس بو عروص ، يقع شمال قرية قديل في سفح الكتلة الجبلية الضخمة التي تقع بين وهران وأرزيو ، ويقع في سفحها الغربي جبل كسيكسو وقرية كريشتل ، ويقع في سفحها الشرقي جبل عروص وقرية سيدي محمد بن يبقى ، وقرية قصيبة ، أما ضريح الشيخ وزاويته فتقع في عمق الجبل على بعد حوالي ثماني كيلومتر غربا وقد زرتها صباح يوم الأحد ٢١ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (١٦ أوت ١٩٨٧) ووجدناها مغلقة ثم لما عدنا إلى القرية التي تحمل اسمه دلنا البعض على منزل المقدمة زينت حفيدة الشيخ التي ولدت وتربت هناك هي وأبوها وجدها ، وتفتح الضريح والزاوية للزوار ، كل يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع. وذكرت لنا أن خادمة الشيخ التي دفنت هناك بجوار الضريح خارج القبة جيء بها من السودان. وكان الشيخ محمد ابن يبقى معاصرا للشيخ الهواري والشيخ بختي بن عياد ، ولا يستعبد أن يكون قد تتلمذ هو الآخر على الشيخ الهواري. وعاش في القرن التاسع الهجري (١٥ م) ولا ندري التاريخ الذي توفي فيه.