وأصله من أولاد جماعة فرقة من العرب من بني زروال ، وكان من أهل القرن الثاني عشر في صحيح الأقوال (١) ويقال إنّ الدعاء عند قبره مستجاب كأبي مدين أحد الإمامين والأقطاب. وله كرامات جليلة ، وخوارق عادات جميلة خرج رحمهالله من وهران لما دخلها العدو في المرّة الأولى (٢) وسكن برأس التافراوي ثم انتقل بزاويته إلى المحل الذي به ضريحه وسكنه إلى أن مات. وعلى ضريحه قبة وله مشهد للزيارة. ويقال إن له نسل وكانت زاويته في أمن من العدو وسائر الآفات.
ومنهم الشيخ النجيب ، الآخذ من العلم والسرّ بأوفر النصيب الطائع للإله (كذا) الرقيب المجيب ، أبو عبد الله سيدي محمد أغريب كان من أهل العطا والنفع الوافر. وهو من الأقدمين في المتواتر. وضريحه بصفح (كذا) جبل هيدور ، غربي وهران خارج سورها مشهور ولدى ضريحه مقبرة جليلة ، منتمية إليه فضيلة (٣).
__________________
(١) وادي التليلات قرية فلاحية هامة جنوب شرق مدينة وهران على بعد ٢٧ كلم منها. في سهل منبسط خصب على الطريق العام البري والحديدي إلى الجزائر العاصمة. الطافراوي قرية صغيرة تقع إلى وأسست جنوبها الغربي وقد زرت ضريح محمد ابن الخير الجماعي وزاويته صباح الأحد ٢١ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (١٦ أوت ١٩٨٧ م). وذلك في الجنوب الشرقي لوادي التليلات بجوار خط السكة الحديدية ، والطريق البري المتجه إلى زاهانا ، وسيدي بلعباس ، ويرد عليهما الزوار من عدة جهات ، وسط مقبرة صغيرة خاصة العنصر النسوي ، ولا أثر للعمل الثقافي والتربوي للأسف بها.
(٢) هناك تضارب في هذا التاريخ. فقد قال المؤلف قبل بأن الشيخ الجماعي من أهل القرن الثاني عشر (الهجري) في صحيح الأقوال وهو ما يوافق الثامن عشر الميلادي ، وهنا يقول بأنه غادر وهران إلى الطافراوي عند احتلال الإسبان لها أول مرة. وهذا الاحتلال تم عام ٩١٥ ه (١٥٠٩ م) أي في مطلع القرنين : ١٠ ه و ١٦ م.
(٣) ما تزال هذه المقبرة إلى اليوم تحمل اسمه في سفح الجبل المطل على مدينة وهران ، جنوب حي القصبة القديم ، خارج السور القديم للمدينة ، ويفصل بينهما واد وخانق كبير ينحدر من الجبل غربا إلى واد الرحى أو رأس العين شرقا. وقد زرت هذه المقبرة صباح السبت ٢٠ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (١٥ أوت ١٩٨٧ م) ووقفت على قبر الشيخ الغريب ، داخل حويطة محاطة بجدران أربعة إلى علو نصف متر. ويبدو أنها كانت في الأصل بيتا ـ.