ومنهم سيدي البشير بن يحيى من ذرية الشريف الحسني القطب الأكمل (ص ٢٩) مقر الجان على الإطلاق. سيدي محمد بن يحيى المغراوي دفين وادي فروحة بالاتفاق ، الذي نصّ على شرفه أبو زيد عبد الرحمان في عقد الجمان النفيس ، وشارحه الشيخ الجوزي المزيلي ، والحافظ أبو راس في عجائب الأسفار. وكذا صاحب جواهر الأسرار ، وأثمد الأبصار ، وغيرهم من ذوي الأسرار. وكان سيدي البشير وقبره مشهور ومقصود للزيارة. وعليه قبّة وعنده مقبرة منتمية إليه بالاشتهارة (١).
__________________
ـ مسقفة ، ثم تهدم سقفها وأعالي جدرانها ، ودفن معه حديثا إنسان آخر في اتجاه شمالي معاكس تماما لقبره ، والمقبرة في حالة يرثى لها مليئة بالأزبال والقاذورات رغم أنها محاطة بجدار ولها بابان ، ولكن الجدار في أعلى مهدم يسهل للناس تخطيه ورمي القاذروات ، فأين مصالح البلدية ، وأين الأخلاق الإسلامية التي تحث على النظافة ، وتمنع إيذاء الموتى ومراقدهم ، وتوسيخها. إنه أمر يسيء إلى الأخلاق والفضيلة والدين ، ويؤذي الله والرسول
(١) أوائل القرن الثالث عشر الهجري يوافقه أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. والشيخ البشير هذا ما يزال قبره وضريحه قائمين حتى اليوم في حي الهضبة من مدينة وهران بجوار ثانوية بن باديس ، وخلف متوسطة ابن خلدون ، وقرب المكتبة البلدية والمتحف البلدي ، وحي المدينة الجديدة. ويتكاثر عليه العنصر النسوي دائما. وزرته شخصيا صباح السبت ٢٠ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (١٥ أوت ١٩٨٧ م) ووجدته مملوءا بالعنصر النسوي. أما المقبرة فقد أزالها الفرنسيون ضمن ما أزالوا في إطار توسيع المدينة وأقاموا حيا كبيرا يدعى بحي الهضبة ، وقد توفي الشيخ البشير في أوائل القرن الثالث عشر الهجري (أواخر القرن ١٨ م). ولا بد من التفريق بينه وبين عالم آخر بنفس الاسم دفن شرق قرية بئر الجير ، شرق وهران على بعد حوالي عشرة كيلومترا. وأقيمت حول ضريحه قرية تحمل اسمه ، ويزوره العنصر النسوي بكثرة.
أما عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس الذي أشار إليه فهو رجز نظمه عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد التيجاني في القرن الحادي عشر الهجري (١٧ م) وشرحه تلميذه محمد الجوزي المزيلي الراشدي وسمى شرحه عليه : فتح الرحمن في عقد الجمان. كما شرحه أيضا أبو راس ، وترجمه إلى الفرنسية السيد ل. قان : L.GUIN ، ونشره في المجلة الإفريقية عام ١٨٩١. ـ