في عام أربعة وثمانين من الثالث عشر ودفنا بضواحي البطحا في المشتهر (١).
ومنهم الضرير السيد أحمد الفلالي المختاري كان يقرأ القرآن بالسبع (٢) ولقراءته قد حرر. توفي سنة خمس أو ست وستين من القرن الثالث عشر (٣) ودفن بقبة مقام سيدي عبد القادر الجيلالي بقرب مقبرة سيدي الغريب خارج سور وهران. وقبره مقصود للتبرك به نفعنا الله بالجميع في السرّ والإعلان (٤).
__________________
(١) عام ١٢٨٤ ه يوافق : (ماي ١٨٦٧ ـ أبريل ١٨٦٨ م) ، والبطحاء هي قرية المطمر الحالية.
وكانت تسمى كلانشة في عهد الاحتلال الفرنسي ، وتقع بين مستغانم وغليزان ، وزرتها في شهر مارس ١٩٨٨.
(٢) يقرأ القرآن ويتلوه بالروايات السبعة المشهورة والمتواترة ، وأولها رواية ورش المنتشرة في كل بلدان المغرب الإسلامي والأندلس ، ثم حفص ، وقالون ، وغيرهما.
(٣) الموافق لعام ١٨٤٩ أو ١٨٥٠.
(٤) ما يزال هذا الضريح قائما حتى اليوم في سفح الجبل المطل على وهران غربا بجوار الحي الذي يدعى بالبلانتور ، جنوب غرب المدينة على الضفة اليسرى للوادي الذي يشقها من الجنوب ، إلى الشمال ، وقد أحيط بمقبرة صغيرة ، مسيّجة بحائط كبيرة ، ووضع لها باب كتبت عليه عبارة مقبرة سيدي الفيلالي. ولا يفصلها عن مقبرة سيدي الغريب شمالا سوى طريق عام للسيارات ، وبعض المنازل والمساكن والدكاكين الشعبية ، وقد زرتها مرتين آخرهما صباح اليوم السبت ٢٠ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (١٥ أوت ١٩٨٦ م). والضريح يتألف من بيتين هذا داخل في الآخر ، وبه لا أقل من سبعة قبور ويقع ضريح الشيخ على يسار البيت الأولى وعليه تابوت وملحفة من الكتان ، والضريح والمقبرة نظيفتان جدا ، على عكس مقبرة سيدي الغريب ، ويبود أنها تغلق في الليل ومحروسة بالنهار وإلّا لما بقيت نظيفة هكذا وسالمة من التخريب.