وهؤلاء الثلاثة كلهم من أهل القرن الثالث عشر (١).
والشريف سيدي قادة بن المختار مقامه بالمدينة الجديدة وهو في القرن الحادي عشر مشتهر (٢) غير انّي في حيرة من هذا المقام بالتعيين ، لأنه إن كان المنسوب له جلس به فإن وهران بذلك الوقت مسكونة بالاسبانيين. ثم زالت حيرتي بكونه قدم مجاهدا وجلس به ليلا فجعل له المقام. والحمد لله على زوال هذه الحيرة باتضاح المرام.
ومنهم العلامة الكبير ، والقدوة الشهير الجامع بين العلم والعمل الشيخ الرباني ، أبو محمد عبد الله بن الطيب بن حواء القدّاري التجاني ، شيخ الطريقة الدرقاوية كثيرة النوالي ، بعد شيخه مولاي العربي بن أحمد الدرقاوي البوبريحي الزروالي.
والسيد فرقان الفيليتي بالبيان.
(ص ٣٠) وهما / الذان (كذا) أمر الباي حسن بقطع رأسيهما فقطعا في شعبان سنة تسع وثلاثين من القرن الثالث عشر بالتحيري (٣) ودفنا بضريح واحد بلحدين أحدهما قبلة والآخر بحرا بمقبرة سيدي البشير. ويحكى أن السبب في قتلهما قاضي الحملة السيد محمود ابن حواء التجيني (٤) وشى بهما عند الباقي لينال سعده ، بأنهما يريدا (كذا) القيام عليه كما قام ابن الشريف على من قبله من بايات الأتراك وهو الباي مصطفى بن عبد الله العجمي فمن بعده. ثم نقلا معا من وهران
__________________
(١) الموافق أواخر القرن ١٨ وأغلب القرن ١٩ م.
(٢) الموافق للقرن ١٧ م وما يزال ضريحه قائما حاليا على بعد بضعة أمتار من مسجد وساحة سيدي بلال بالمدينة الجديدة.
(٣) شهر شعبان عام ١٢٣٩ ه يوافقه شهر أبريل ١٨٢٤ م ، وقد تم إعدامهما خلال أحداث ثورة الشريف الدرقاوي التي سيأتي الحديث عنها في المقصد الرابع إن شاء الله.
(٤) ذكر الشيخ المهدي البو عبدلي في تعليق له بدليل الحيران بأن محمود بن حواء هذا كان قاضيا عند الأتراك ، وشغف بنسخ الكتب ، وجمعها ، ومن ضمنها : كتاب لمسلم بن عبد القادر بخط يده يوجد بالمكتبة الوطنية في الجزائر تحت رقم ٨٩٣. ولا نعلم عنه حاليا غير هذا.