التي اعتمدوا عليها قريب المنال ، وقد خطوا خطوات عملية لإنجاز هذا المهم ، وللوصول إلى ذلك الهدف ، حتى على مستوى التحرك العسكري ، الذي يستهدف تمكين الأحزاب وهم معهم من اجتياح الوجود الإسلامي ، وسحقه ، وإبادة المسلمين ، خصوصا النبي وبني هاشم.
أما نقض بني النضير للعهد ، فقد بقي في حدود الإصرار على إظهار التمرد ، والغطرسة ، والطغيان. فلا يمكن أن تتساوى عقوبة بني قريظة مع عقوبة بني النضير ، وقد طلب القريظيون أن يعاملهم كبني النضير ، فرفض إلا أن ينزلوا على حكمه.
ثالثا : لا ريب في أن سكوت النبي على الغطرسة اليهودية ، ثم القبول بترميم العلاقات مع اليهود ولو جزئيا ، لا يبقي مصداقية للعهود والمواثيق ، لما يتركه نقضها من سلبيات خطيرة في هذا المجال ، حيث يضعف تأثيرها في ضبط الأمور ، وحفظ الكيان العام ، وسيزيد من الاعتماد على القوة المسلحة في حسم الأمور على مستوى العلاقات فيما بين القوى المتجاورة ، وتقل فرص التعايش السلمي بين الفئات المختلفة في داخل الدولة الواحدة ، وحتى على مستوى العلاقات بين الدول والقوى المختلفة.
أضف إلى ذلك : أن التساهل في مواجهة الأعمال الخيانية ، التي بهذا الحجم ، لسوف يسهّل على الآخرين خيانات قد تكون أشد خطرا ، وأعظم أثرا في التدمير ، على قاعدة : إن كان ثمة نجاح فهو غاية المنى ، وإن فشلت المحاولة ، فلن تكون النتيجة في غاية السوء ، وإن كانت سيئة إلى حد ما ، لكنها تسمح بانتظار فرص أكبر ، وحظ أوفر.
رابعا : إن حكم سعد بن معاذ قد جاء وفق ما يحكم به اليهود أنفسهم