٣ ـ أبو سنان بن محصن ، مات في الحصار فدفنه رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مقبرة بني قريظة ، التي يدفن فيها المسلمون لما سكنوها اليوم ، وإليه دفنوا أمواتهم في الإسلام. كذا قاله ابن إسحاق (١).
ونقول : إن ذلك كله مشكوك فيه. وذلك لما يلي :
ألف : بالنسبة لخلاد بن سويد نقول : لقد قال بعضهم : إنه لم يقتل (٢).
ونقول أيضا : لماذا اختص بأجر شهيدين ، دون غيره من سائر الشهداء؟ وهل ثمة فرق بين من يقتله أهل الكتاب وبين من يقتله غيرهم؟
ولماذا لما ينل من يقتله المشركون أجر شهيدين أيضا؟! أم أن جهاد أهل الكتاب أصعب من جهاد غيرهم؟ أو أن سيوفهم أحدّ من سيوف من عداهم. والآلام التي يواجهها المجاهدون معهم أشد من الآلام مع غيرهم؟!
ولنا أن نحتمل هنا : أن الهدف هو تقديم خدمة جليلة للسائب بن خلاد بن سويد الذي ولي لمعاوية اليمن (٣). فلعلهم أرادوا تعظيم شأن من
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٩٨ وراجع المصادر التالية : وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٠٧ وتاريخ الإسلام (المغازي) ص ٢٧٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٥٢٩ و ٥٣٠ وجوامع السيرة النبوية ص ١٥٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٦٥ وراجع : عيون الأثر ج ٢ ص ٧٦ ومناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج ١ ص ٢٥٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٢٦ ونهاية الأرب ج ١٧ ص ١٩٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٥٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٤٣.
(٢) أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٤٤ و ٣٤٥.
(٣) المصدر السابق.