وكذا القول إنه هرب قبل ذلك ، إذ لماذا يربط؟
ولماذا يعرضونه للقتل ، ولماذا يهرب؟ وهو لم يفعل ما يستحق به ذلك.
ولماذا لا يعتمد على سماحة الإسلام وعفوه وكرمه؟ وهو يعلم أن الإسلام لا يأخذ البريء بذنب المسيء؟
ولماذا يحتاج إلى تدخل إلهي لإنجائه؟ حتى قال النبي «صلّى الله عليه وآله» : ذاك رجل نجاه الله بوفائه.
وهل كان «صلّى الله عليه وآله» عازما على قتله ، مع علمه بوفائه ، ثم نجاه الله منه؟!
ثالثا : هل يمكن إفلات أحد من أيدي حراسه دون أن يشعروا به ، مع أنهم قدموه ليقتلوه؟!
فهل هو من نوع الجن أو الملائكة ، الذين يمكنهم إخفاء أنفسهم والانفلات دون أن يشعر بهم أحد ، حتى في هذه اللحظات العصيبة والحساسة ، ومع اجتماع الناس لأجل ذلك.
رابعا : إن حديث إفساح محمد بن مسلمة له المجال لينفلت ويذهب إلى المسجد ليبيت فيه ، ثم ذهب .. ينافي حديث ربطه مع قومه ، وتقديمه للقتل ، ولا ندري كيف نفسر هذا التصرف من محمد بن مسلمة ، إذ لماذا لا يراجع فيه ابن مسلمة النبي «صلّى الله عليه وآله» ، ويستأمره في شأنه بل تصرف من عند نفسه ، حتى لا يحرمه الله إقالة عثرات الكرام؟
وإذا كان عمرو بن سعدى لم يدخل مع قومه في الغدر ، فأي عثرة له يريد محمد بن مسلمة أن يقيلها؟!
خامسا : ظاهر كلام البعض : أن ابن سعدى قد فر عن قومه ، ولم يعلم