فأقاموا بأرضهم على ذلك.
فلما كان زمان عمر ، غشوا المسلمين ، وألقوا عبد الله بن عمر من فوق بيت ، ففدعوا يديه.
ويقال : بل سحروه بالليل وهو نائم على فراشه ، فكوع حتى أصبح كأنه في وثاق ، وجاء أصحابه ، فأصلحوا من يديه.
فقام عمر خطيبا في الناس ، فقال : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عامل يهود خيبر على أموالها ، وقال : نقركم ما أقركم الله ، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك ، فعدي عليه من الليل ، ففدعت يداه ، وليس لنا هناك عدو غيرهم ، وهم تهمتنا ، وقد رأيت إجلاءهم. فمن كان له سهم بخيبر فليحضر حتى نقسمها.
فلما أجمع على ذلك ، قال رئيسهم ، وهو أحد بني الحقيق : لا تخرجنا ودعنا نكون فيها ، كما أقرنا أبو القاسم ، وأبو بكر.
فقال عمر لرئيسهم : أتراني سقط عني قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «كيف بك ، إذا ارفضت بك راحلتك ، تؤم الشام يوما ، ثم يوما»؟
وفي رواية : «أظننت أني نسيت قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : كيف بك إذا خرجت من خيبر ، يعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة».
فقال : تلك هزيلة من أبي القاسم.
قال : كذبت.
وأجلاهم عمر ، وأعطاهم قيمة ما لهم من التمر : مالا ، وإبلا ، وعروضا :