ويبقى سائر الناس في حشودهم ، وفي عديدهم مجرد كثرات ، ليس لها إلا أدوار هامشية ، وغير ذات أهمية ، حتى إذا أزف وقت تحقيق الإنجاز الكبير ، تجدهم يغادرون الساحة ، مع حفظ ماء الوجه أحيانا ، وبدون ذلك أحيانا أخرى ..
فغزوة بدر مفصل أساسي وحساس ، كان العبء الأكبر فيها يقع على كاهل علي «عليهالسلام» بالدرجة الأولى ، ثم من معه من بني هاشم ، مثل حمزة ، وغيره من أبناء عبد المطلب ..
وفي أحد يكون ثمة كثرة وعديد ، ولكنها تنسحب من الساحة بخفة ، وذل ، ولا تعود العزة لها إلا بسيف علي «عليهالسلام».
وهكذا جرى في غزوة بني قريظة ، وخيبر ، وفي الخندق ، وحنين ، وفي ذات السلاسل .. وفي غير ذلك من المواقف .. التي تظهر فيها التبجحات والإستعراضات للكثرة التي لا تلبث أن تسقط أمام التحدي ، ثم يكون سيف علي «عليهالسلام» هو المنقذ والمخلص ..
وفي غير حالات الحرب أيضا تبقى المفاصل الحساسة والأساسية رهينة بتضحيات وجهاد وجهود علي «عليهالسلام» ، بالإضافة إلى دفاعه عن الدين بعلومه ، وبذل معارفه ، وظهور حجته على كل أعداء الإسلام ، والمشككين فيه.
ومن نماذج ذلك أيضا : فداء علي «عليهالسلام» للنبي «صلىاللهعليهوآله» ، في شعب أبي طالب ، وفي المبيت على الفراش ليلة الغار ، ومواقفه في الحديبية ، وفي تبليغ سورة براءة ، وفي مختلف المواقف .. فهو الحامي ، والمنقذ ، والمضحي في سبيل الله ، والمطيع لله ولرسوله ..