باختيارهم؟؟
أو أن أصحابها لا يعرفون الخرائط البحرية ، واليمين من اليسار ، ولا يفرقون بين الحجاز والحبشة ، بسبب دوار كان ألمّ بهم ، وأفقدهم القدرة على التركيز ، وعلى التمييز؟؟
وهل كان النجاشي بانتظارهم على ساحل البحر؟؟
أم أنهم هم الذين سألوا عنه ، وقصدوه إلى بلده ، وإلى دياره؟؟ وسألوا الناس عنه وعن جعفر؟؟
ولقائل أن يقول : إن عبارة : «ركبنا سفينته حتى جئنا مكة ، ثم خرجنا في بر حتى أتينا المدينة ، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي» ، ليس فيها إشكال ، ولا يرد عليها سؤال : كيف أن سفينتهم أو صلتهم إلى مكة ، ثم ساروا برا حتى وصلوا إلى المدينة؟؟
فما معنى : عودة السفينة إلى الظهور لتأخذهم على غفلة منهم إلى الحبشة؟؟
وذلك لأن الناقل قد مزج بين الروايات المختلفة ، وكان يورد نصا ثم أقحم نصا آخر ، ثم عاد إلى النص الأول.
ولكن ذلك وإن كان يمكن أن يكون مقنعا ومقبولا في رد ذلك الإشكال المذكور آنفا ، ولكنه لا يدفع شيئا من التساؤلات التي سيأتي شطر منها أيضا ، كما أنه لا يجعل قائمة التساؤلات تنتهي عند هذا الحد ، خصوصا ، وأن أبا موسى قد جعل جعفرا وأصحابه تابعين له ولأصحابه ، حتى قال : «قسم لهم معنا». وكأن هذا التكريم كان لخصوص أبي موسى وأصحابه.