أما بعد .. فإن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كتب إلي : أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبنا إلى ما دعا إليه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقد أصدقها أربع مائة دينار.
وفي لفظ : أربع مائة مثقال ذهب.
وسكب الدنانير بين يدي القوم.
فتكلم خالد بن سعيد بن العاص ، فقال : الحمد لله ، أحمده وأستعينه ، وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (١).
أما بعد .. فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وزوّجته أم حبيبة بنت أبي سفيان. فبارك الله لرسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ودفع النجاشي الدنانير لخالد بن سعيد ، فقبضها منه.
وقيل : إنه أنقدها لها النجاشي على يد جاريته التي بشرتها ، فلما جاءتها بتلك الدنانير أعطتها خمسين دينارا.
ثم لما أرادوا أن يقوموا بعد العقد ، قال لهم النجاشي : اجلسوا ، فإن من سنن الأنبياء «عليهم الصلاة والسلام» إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ، فدعا بطعام ، فأكلوا ثم تفرقوا.
قالت أم حبيبة : فلما كان من الغد جاءتني جارية النجاشي فردت عليّ جميع ما أعطيتها ، وقالت : إن الملك عزم علي أن لا أرزأك شيئا. وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر.
__________________
(١) الآية ٩ من سورة الصف.