علي «عليهالسلام» لم يكن هو كل ما يعرفه النبي الكريم «صلىاللهعليهوآله» عن علي «عليهالسلام». على قاعدة : يا علي ما عرفك إلا الله وأنا.
٣ ـ إن لقتل مرحب ، وفتح الحصون ، وقلع باب خيبر بتلك الطريقة الإعجازية ، دلالاته القوية على وجود سمات وميزات باطنية عالية القيمة لدى أمير المؤمنين «عليهالسلام». وأن الأمر لا يقتصر على موضوع الشجاعة والقدرة الجسدية ، ولا ربط له بدرجة الانقياد لأوامر النبي «صلىاللهعليهوآله» كما أنه لم يكن من منطلق علاقة المحبة النسبية ، وعلاقة الإلف والتربية والخصوصية ..
وإنما هناك ما هو أعظم وأولى من ذلك كله .. ألا وهو تلك المعاني التي لو اطلع عليها الناس العاديون ، لوجدوا فيها ما يدعوهم إلى الغلو فيه ، وإعطائه صفات الإله ، تماما كما كان الحال بالنسبة إلى قول النصارى في عيسى «عليهالسلام». وهي تلك المعاني التي تثير الحوافز لديهم لأخذ التراب من تحت قدميه ، وأخذ فضل وضوئه للاستشفاء به ..
٤ ـ إن هذا يشير إلى أن الاندفاع للاستشفاء بآثار الأولياء ، فضلا عن الأنبياء «عليهمالسلام» ، وبكل من وما ينتسب إلى الله سبحانه ، وينتهي إليه لهو أمر مركوز في وجدان الناس ، وكامن في عمق فطرتهم ، وضميرهم ..
فإذا وجدت مكوناته وتوفرت المؤثرات والحوافز له ، فإنه لا بد أن يجد طريقه للظهور على حركات الناس ، وتصرفاتهم ، بصورة تبرك في فضل الوضوء ، واستشفاء بالتراب ، أو بأي شيء ينسب إلى مصدر القداسة ، ومحل البركة ..
٥ ـ ولعلك تسأل ، عن أنه إذا كان التبرك والاستشفاء بتراب قدمه ، وبفضل وضوئه «عليهالسلام» محذورا ، فهذا يدل على صحة ما تدّعيه