عهد بكفر ، فبت أحفظك.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني (١).
ونقول :
أولا : إن لنا أن نتساءل : أين كان علي «عليهالسلام» في تلك الليلة؟؟ ولماذا لم يبادر إلى حراسة رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟؟ مع أن الخوف عليه «صلىاللهعليهوآله» ـ كما قال أبو أيوب ـ كان على درجة كبيرة من الظهور والوضوح ..
وقد كان «عليهالسلام» يحرسه في المدينة ، وفي بدر ، ولا يغفل عن تفقد أحواله .. كما أنه كان هو الذائد عنه في أحد ، وفي كل موقع أحسّ فيه بالحاجة إلى ذلك ..
ولماذا لا يطلب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» نفسه هذه الحراسة من أصحابه؟؟ فإن ما قاله أبو أيوب لم يكن ليغيب عنه «صلىاللهعليهوآله»؟؟
ثانيا : إننا لا نستطيع أن نؤكد جدوى حراسة أبي أيوب .. فإن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان مع زوجته في داخل خيمته ، ولا يتسنى ، ولا يجوز لأبي أيوب أن يطّلع على ما يجري بينهما ، خصوصا في ليلة الزواج ..
وهي إن كانت تبيّت أمرا ، فلا بد أن تخفيه عن زوجها ، وهو معها. فكيف لا تخفيه عن غيره؟
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٤ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٢ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٨٠٢ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٤٠٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٢.