وبراقية غيث جود سايل |
|
ولسائل من سحبها إنعام |
سحب إذا سعت عني غنت علي |
|
دوح الثناء بلابل |
فلا ربك المولي المقرمع الهنا |
|
من ذي الجلال والعز والأكرام |
قال : وإن سألت عن عمارته التي لو ذكرت لشداد بن عاد لأذكرته أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، يا لها من عمارة أشرقت في الآفاق أنوار بهجتها ، واحتجت لمصر بحسنها علي [ق ٢٥٥ أ] جميع الأمصار فكانت لسان حجتها وأفتخرت علي البقاع بقاعاتها التي هي كجنان تجري من تحتها الأنهار تطرد بها أناء الليل وأطراف النهار من كل شادر وان تقربه العينان إذا إنكسر ماؤه وانسكب تسلسل كالفضة علي أرض من ذهب ، وقام بعد أن تكسر يجرى في كل أخدود يسر الوارد عند الوارد ، ينتهي من تلك الآخازيد إلي فسباتي تسع لسعها عند الورود ألف ساقي وتلك القاعات بها رخام ملون ، كأنه من بديع الزهر قد تكون فكان بستانها أهدي لرخامها من رياضة حللا ، محكمة النسيج لا تري خلالها خللا. وفي ذلك يقول المصنف شعر :
يا حسن روض رخام للماء فيه حزير |
|
لديه خدام حسن كل إليه يشير |
فكم صباح له الضيا بشير |
|
وعنبر طاب عرفا وصندل وسرور |
وجوهر في صدور ولؤلؤ مستدير |
|
لديه مفتاح تسر مصباحه مستنير |
[ق ٢٥٥ ب] هذي إمارة يعد بها يسر الأمير : وكل مبيت يفصح الشموس والأقمار بقمريائه ويدهش العيون إذا انظرت إليه يحسن دهاناته ، إذا قابلت قمرياته الشمس إذا بزغت والقمر ، إذا طلع يظنان أن قوس السحاب وقع عليها كجنة أياها ويقطع يقابلها الدهانات البعلكية التي تدهش العيون برؤيتها السنية وشيء كالنقش الأخضر علي ترايب الأتراب الحسان إذا رآها الإنسان إذكرته رياض الجنان فهجة الإنس عن منظرها غير عايبة وحسم جمال النقش يكاد أن يتحرك بروح حسنه وعروقه اللاعبة وتظن رخامها الملون في حسنة من زهر الرياض وأسودة في أبيضة كسواد العيون منها في البياض وإذا قراء القاري الذي من سجيته الطرب تكاد سقف تلك القاعات تنقطه من مكارم منشيتها بالذهب.