قال الراوي وإن سألت عن طواخيها وافرانها فإن لسان حالها يقول لمن يتأمل نحن سبب في وصلة أرزاق أهل الممالك وعلينا في ذلك المعول ونحن عمدة في سد مؤنة الجند عند الأعواز ومنا شرح الجرايات والأخبار شعر في المعني :
أن الطواحين والأفران ما برحت |
|
بالكدح في تعب يأتي براحات |
ومن علاماتها المعني الدقيق أبي |
|
يسعي علي عجل تحت الحجارات |
وحيثما رفعت الله من قصص |
|
من الدعاء أجيب بالجرايات |
وإن سأت عن دكاكينها ذات البضائع الحسان فإنها تعد من موايد كرم الرحمن لأن الدراهم المتعامل بها تعد من الجماد ، ولله الحمد الذي جعلها سببا لوصلة أرزاق العباد وهي لأهل ربوعها الشاهقة بمنزلة الربيع الذي بعيث الخلق بالارزاق والغيث المريع [ق ٢٥٧ ب] قال الراوي وبين يدي تلك القاعات المتقدم ذككرها الطالع من آفق السعادة شمس إسعادها وبذر جنة بنفقتان ذات أفنان بها فاكهة وتحل ورمان قد هتفت أرقة في أوراق أفنانه وتجاوبت بترجيع تغريدها علي عيدانه فإذا أعلن هزاره في جامع روضة باذانه وقامت خطباء أطياره علي أغصانه أومت روءس دوحة لربها المعبود إذا مها نسيم السحر بالركوع والسجود وأغرب طائرها الفصيح الأعجم وصدع القلوب عندما صدح وترغم وجاوب حمامه هزاره وشبب نسيمه وصفقت أنهاره. قال لسان حال بستان الأزبكية : الذي فاقت بطيب شذاها عرف الروضة الذكية لما قرب وقت أراس أغراسها وحان ، وهب أرجايها أرح عطرها بالروح والريحان وبرزت عروس روضة المخدرة من ززهاره في وشيء يشبه وشيء الحبرة من أخضر يافع وأصفر فاقع وأحمر شريق من ورد وشقيق ونوجس عض بين مذهب [ق ٢٥٨ أ] ونارنج كالنار في أغصانه وأترج كالقابض علي حاجته بنيانه ونبق كاجراس من ذهب تقابله تريات من عنب وقالت أن المليحة إذا أكملت محاسنها بالأبتهاج تشتاق إلي البغل والروح فقيل لها وأي شيء فيك يشبه العرائس وما أشتملت عليه من الحسن والملابس فقال لسان حالها الذي هو أفصح لو نطقت من لسان قالها ، وهل افتخرت قدود العرائس إلا بتشبهها بقد غصني المايس ، فالأغصان قد ودي والورد والتفاح خدودي والرمان نهودي والنرجس أحداقي والماء كالخلجان لساقي وثغور الطلع والإقاح وأنفاسي من نسيم الصباح. فقال لسان حال فواكه الشام وقد تصدت للمفاخرة والخام أين