أنت من تيي المكتب وبنان عنابي المخصب وما في حدايقي من الاحاض والقراصيا والاتجاص والتفاح والسفرجل والدراقن المبجل ومشمشي الماوي وعنبي الحلاوي وغير ذلك مما لا يخطر ببالي. فقالت : بأسقه من تحيل بستان الأزبكية [ق ٢٥٨ ب] ذات المناقب السنية والمحاسن المرضية لقد دلاك عجبك بالعزور ونسيتي لوزاك والزعرور ولا الجمن جميع حدائق الشام من حجتي القائمة بشكيمة ولجام لا تستطيع جدب عنانة ولا تركض في مضمار سبقي إلي الفضل بميدانه ، أين أنت من قوله تعالي في كتابه المبين الذى قال فيه علي فضلي منبها (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً* كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)(١) وأنا أقسم بمن أنزل سورة آل عمران والبقرة أثني بأخبار النبي لتلك الشجرة وشاهدي علي ذلك ما ورد في الأثر من حديث ابن عمر وأنا وحق الركن والحطيم لا أتزوج إلا بكفوء كريم ، فقيل لا إن في أزواجك لاعجاز وهو في الحقيقة مجاز فقالت للقائل لا ليتين لك العبارة ولا ظهر بها بحسن الاستعارة.
أعلم أن ثمري الذي طاب في الأرض وسماه هو الملك المنذر بن ماء السماء. فقالت لاخواتها الباسقات من النخيل ما سبب [ق ٢٥٩ أ] هذا الزواج بقرة الرب الجليل ، فقالت لقد أقسمت علي تعظيم فاضغ لما يقول لسان خالي بقلب سليم وفهم مستقيم.
أعلم أن الأشجار رذا اشتاقت إلي الزواج وخت إلي خروج التياج ساق إليها برحمة ولي الغيث في الورقت الموعود عند وجود اللوز العاقد ، وهو من جملة الشهود وجاء نسيم الصبا بتعريف عرقه وجلا من قلم جريدي محاسن وجي مكشفة وذلك عندما تنضج أحشائي من المحل والتراب يسوق الله إلي السحاب فالقا إلي صوغا بعنان مشيته ، وأرسل الرياح تقدمه نشرا بين يدي رحمة ، فلما القحني فحل السحاب بمائة وروح روحي بارواح نسيمة وهواية حملت منه بطفل الطلع باحشاء جمادي وخفت عليه من نسيم الخريف بلفيته من الليف بخماري شفقة عليه منو نسيمة السائرة لما وقع من الحكمة في قول الشاعر شعر :
[ق ٢٥٩ ب]لاتركنن إلي الخريف فماقره |
|
مستوخم وهواه خطاف |
يمشي مع الأجسام مشي صديقها |
|
ومن الصديق علي الصديق يخاف |
__________________
(١) ٢٤ ك إبراهيم : ١٤.