ولما زدت بحمل طفل طلغي وحما |
|
حباني الله بالطاف عنايته |
ولمااشتد طفلي من الحمل والرضاع بتمامه |
|
وحلا غصن ثمره بعد فطامه ، |
تقلدت من ملون بشره عقودا وحليا |
|
مفتخرة بقوله تعالي(وَهُزِّي إِلَيْكِ) |
(بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً)(١) |
|
فأما أشيم برق القرب مع من شام |
وأفتخر بمدحي في القرآن علي جميع فواكه الشام ، ولما طلعت شمس شكري في سماء التحميد قابل حمدي بالمدح فقال تعالي والنخل باسقات لها طلع نضيد وكاني ثوبا من الأنعام فقال تعالي : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) وحق لي أن أفاخر من طال عهده في الخدمة وتعادم لأني خلقت من طينة آدم (٢) الذي خلقه الله بيد قدرته وأسجد له جميع مليكته. وسبب خلقي من طينته الشريفة وبنيته اللطيفة وهو أن الله تعالي لما أهبط آدم من الجنة وباشر أعمال الدنيا التي هي للمشقة مظنة أتاه جبريل [ق ٢٦٠ أ] وكان في انتظاره فأصلح شأنه وأخذ من شعره وأظفاره فأخذ آدم ذلك وجعله مع ما كان عليه من الطين ودفنه عند رأسه ونام بمشيئة رب العالمين فأكرمه الله ونخله باكرام نحلة وخلقي مما دفنه آدم وسماني النخلة ، فلما أنبته آدم وجدني تامة الخلقة بثماري ، وكان خلقي من طينة آدم علي الشجر سبب افتخار نجادي ، وقد قيل مما صح في الحديث بسنده أن جسدي من جسده وليفي من شعره وجريدي من ظفره ووما قيل في زواج الباسقات بفحل السحاب الذي فيه عبرة لذوي الألباب من وكلام مصنف هذا الكتاب شعر :
نظرت إلي عرس النخيل فسرني |
|
محاسن ما عاينته واشاهد |
إذا غنت الأطيار شيبت الصبي |
|
وصفق ماء النهر والسعد وارد |
وللودق نقرآن كوقع أنامل |
|
علي دف أوراق الرياض تشاهد |
وقد رقصت أغصانها وتمايلت |
|
لترجيع سجع الطير والعود ماير |
__________________
(١) ١٥ ك مريم : ١٩.
(٢) ١١ م الرحمن : ٥٥.