وللروض أكمام وراح تملات |
|
تقوطا بويل السحب والغيث وافد |
[ق ٢٦٠ ب]وقد نثرت أيدي الرياح لالآ |
|
نثارا من الأزهار وهي فرايد |
وقد نصبت أيدي الرصي لأول النهي |
|
حوان ثمار والنخيل موايد |
حدائق غلبا زانها من ثمارها |
|
باحيادها من بسرهن قلايد |
وعرف الصبابا لصبح جا معرفا |
|
بأن عذاري الروض غيد نواهد |
وجاء ولي الغيث واللوز عاقد |
|
وكل بتوحيد المهيمين شاهد |
قال الراوي : ولما تكاملت محاسن أزاهر بستان الأزبكية وبرزت من ألوانها في كل حله وكان ذلك في أوان الربيع لما تضاحكت ثغور الأهار لبكاء الغيث المريع نهض الورد في حلته المشرقة السنية وأدعي السلطة علي جميع الأزهار بشواكته القوية ، وكان ممن حضره الفاعية والبان والياسمين والبنفسج والقحوان والمنثور والريحان والنرجس واللينوفر والعرار والجهده فعند ذلك قام النرجس علي ساقه رنظر إلي الورد سزرا بأحداقه ، وقال : متي عقدت لك بيعة السلطنة وليس لك مثل أخيك الشقسق شفقة ولا حسنة ، وأنا أحق منك بالسلطنة بين الملأ ، وليس لك علي سلطنة ولا ولا لأني نزهة المجل والجلاس ، وفي وصفي يقول زبو نواس شعر :
[ق ٢٦١ أ]تأمل في رياض الأرض وانظر |
|
إلي آثار ما صنع الملليكة |
عيونا من لحين فاتكاته |
|
باحداق هي الذهب السبيكة |
علي قصب الزبرجد شاهداته |
|
بأن الله ليس له شريك |
فاعترفت بفضله جميع الأزاهر |
|
البادي منهم والحاضر |
إلا الورد فإنه وجهه أحمر |
|
من الحنق ومزق غلايل ورقة |
حين مر النسيم به ورق |
|
وقال للنرجس أنسيت ما |
أخذته عليك من مواثيق عهودي |
|
وتدعي السلطنة وأنت |