قال الراوي : ولما اجتمعت صوادح الأطيار في جامع الروض والأزهار قام بلبل الأفراح المحرك بنعمة المطرب روءس الأرواح ، وقال : يا معشر ذوات الجناح والصوارح من العجم الفصاح لقد علمتم أن لي بجامع الروض الرمامة علي كل صادح من الأطيار وحمامة وكل من رجع علي عود إيكة سجعا ، ومن إذا صدح صدع القلوب صدعا فنهض إليه من الطيور الشحرور ، وقال لقد أوعرت بكلامك الصدور وعرضت نفسك للبلوي بما استطلت من عريض الدعوي فإن ما تدعيه حقا وما [ق ٢٦٢ ب] وما حال في مجال مخلتك صدقا ، فقم علي منبر غضبك غير متواري وأصدح وأقدح زند فكرك الواري ولا تنظر في ورق ولا خطوط ، وارتحل خطبة ليس فيها حرف منقوط ، فقال البلبل للشحرور وقلبه مما قال من الامتحان محرور أن الذي قلته علي سبيل الامتحان يعجز عنه بديع الزملن لاسيما وقد ضيقت المجال علب البدهة بالأرتجال ، ولكني من ممد الكون ، استمد التوفيق والعون وحسر عن ساعد عزمه وشمره وتقدم إلي ما ندب إليه وما تأخر ورقي صهوه منبر غضبه للارتجال واستعان بمعبوده ، وقال في الحال : الحمد لله الأول الواحد الأحد الملك الحكم العدل الصمد المصور الواسع العطاء العلام مالك الود السلام لا إله إلا هو له الطول والعطاء والحوك والسطا ، أحمده حمد مسلم مسلم لمن أده ما مل طول مدده ووداده لا والده له ولا ولد ولا حد لدوامه ولا أمد ، له الحمد ولا أحمد إلا [ق ٢٦٣ أ] وأعده لكل أمر مهم ولا أدعو أحدا سواه سمك السماء وسماكها وحرك الأمواه وزسماكها ، وأرسل الرسل الكرام وحلل الحلال وحوم الحرام وطأطأ روءس رأما الممالك للملوك وأوسع غطاء المعاد لكل معدم وصعلوك وأكرم كل عالم عامل ، وأرسل حوامل الماء لكل محل ماجل وأحل الأوعال روءس الأطوار وأوردها أمواه الوهاد وأدر آزمطار وأسال الماء المدرار أحمده حمدا لأ أمد لدوامه ولا عدد لا عصره وأعوامه وسع العوالم كرما وعلما وعمهم طولا وحلما وأهل للعلم والعمل أهل الإسلام وأحلهم دار السلام وأكرمهم وهم أهل للإكرام وأسال لهم سلسالا وماء طهورا وحلاهم أساور وأعد لهم سررا وسرورا وأطال لهم طول كرمه وأدامه وأعطتهم ما سألواه وأسمعهم كلامه وأودع كل ملحد لحد دركه وحمل كاهله مهلكة وأورده موارد الأهوال [ق ٢٦٣ ب] وأراه هواه محاله ما حال وطال ما أدار كأس راحة ومرح حول مراحه وحرس رأس ماله وما مهد عملا صالحا لماله. أما سمع ما حصل لآل عاد لما راح ملكهم وما عاده حصدهم حاصد طول لأمل حصادا وأدعوار مؤسا والحاداه ولو أطاعوا الله لرحمهم وعمهم