كذبته الزهراء وعلي ، وابناهما «عليهمالسلام» ، ولا يقبل أحد بأن يخفي النبي «صلىاللهعليهوآله» هذا الحكم عن جميع الناس حتى عن ابنته ، ويخص به أبا بكر. ويفسح المجال ـ من ثم ـ لتكذيب أبي بكر ، أو اتهامه ، بعد الإستدلال على بطلان ما جاء به بالآيات ، وتنشأ عن ذلك مشاحنات بلغت حد ضرب بنت النبي «صلىاللهعليهوآله» التي يغضب الله لغضبها ، ويرضى لرضاها. ويبقى الخلاف في الأمة في ذلك إلى يوم القيامة.
ومع غض النظر عن ذلك نقول :
إن هؤلاء أنفسهم يدّعون : أن هناك من كان يعلم هذا العلم ، حيث زعموا ـ وإن كان ذلك من الأكاذيب ـ : أن عليا «عليهالسلام» ، والعباس ، وعثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وأمهات المؤمنين : كلهم كانوا يعلمون أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال ذلك ، وأن أبا بكر إنما انفرد باستحضاره أولا ، ثم استحضره الآخرون (١).
غير أننا نقول لهم :
إن هذا الترقيع لا يجديهم ، فإن الإستحضار السريع إنما يدل على سرعة بديهته ، وحفظه ، ولا يفيد زيادة في علمه ..
يضاف إلى ما تقدم : أن الصحيح هو أن أبا بكر ليس فقط استولى على إرث الزهراء «عليهاالسلام» من أبيها ، وإنما هو استولى حتى على فدك التي ملّكها إياها النبي «صلىاللهعليهوآله» في حال حياته ، وقد كانت بيدها واستفادت منها عدة سنوات.
__________________
(١) راجع : الصواعق المحرقة ص ٣٤ و ٣٩ والغدير ج ٧ ص ١٩٠.