أم تراهم سيمنعون منه ، لكي لا يصبح وسيلة طعن ، وسند إدانة يبرر للناس الذين يرتبطون بأهل البيت إيمانيا وعاطفيا بأن يكرهوهم ، وأن يزيد حبهم ، وتعاطفهم مع الخط المناوئ لهم ، والذي تراود هؤلاء الحكام الشكوك والهواجس تجاههم ، وتجاه كل حركة تصدر منهم وعنهم؟!
إن أسلافهم الأمويين قد قتلوا الحسين «عليهمالسلام» ، وقتلوا زيدا ، ويحيى وغيرهم جهارا نهارا .. وحملوا النساء والأطفال سبايا ، وطافوا بهم البلاد .. ولكنهم لم يسمحوا للناس بأن يتداولوا الحديث عن تلك الجرائم بحرية ، وبصدقية ، ووضوح ..
فهل يسمح العباسيون بكشف وتداول أمر لا يمكنهم الاعتراف به؟! .. بل هم يظهرون للناس إدانتهم له ، ويجهدون لإقناعهم ببراءتهم منه؟! ..
فراجع ما سجله الحديث والتاريخ من مواقف لهم في هذا السياق تجاه الإمام الرضا ، والإمام الكاظم ، وسواهما من الأئمة «عليهمالسلام» ، حيث كانوا يقتلونهم بالسم ، ثم يظهرون للناس بمظهر البريء ، ويمشون في جنازتهم ، ويكشفون أجسادهم للشهود ليشهدوا ببراءتهم من دمهم ، ومن سيجرؤ على أن يشهد بضد ما يريدون؟ وأن يقول خلاف ما يحبون؟!
وكل ذلك يوضح لنا : مدى صعوبة إظهار وإشاعة أخبار استشهاد الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، على أيدي أسلاف أولئك الحكام ، في تلك العصور الصعبة ، مثل عصر الشيخ المفيد ، أو عصر غيره.
ثانيا : لنفترض أن من الممكن تدوين ذلك ، ولكن السؤال هو : هل كان