فمتى كان النبي «صلىاللهعليهوآله» ضالا فهداه الله تعالى؟! وهل يصح القول بأنه قد كان ضالا قبل بعثته ، ثم هداه الله تعالى بالبعثة؟!
الجواب :
قال تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ، وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى).
هذه ثلاث آيات ، تضمنت إحداها ، وهي الوسطى ذكر هذه الحقيقة ، التي تحتاج إلى بعض التوضيح ، والبيان ، والإجابة على السؤال المتقدم تستدعي الحديث عن كل آية منها على حدة ، وقد آثرنا البدء بالحديث عن الآية الأولى ، ثم الثالثة ، ثم عدنا إلى الحديث عن الثانية التي هي مورد السؤال .. لأن طبيعة البيان الذي توخيناه اقتضت ذلك.
فجاء الحديث كما يلي :
أولا : بالنسبة لقوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى.)
نقول :
إن ظاهر هذه الآية المباركة :
١ ـ أن الله تعالى قد وجد نبيه «صلىاللهعليهوآله» يتيما.
٢ ـ إنه بمجرد أن وجده كذلك آواه.
ونحن نتحدث عن هذين الأمرين هنا ، فنقول :
أما بالنسبة لوجدان الله تعالى للنبي «صلىاللهعليهوآله» يتيما ، فنقول :
إن من الواضح : أن وجدان الله سبحانه لأمر ، يختلف عن وجداننا نحن له .. فإن الوجدان بالنسبة إلينا إنما يكون بعد الفقدان. حيث يكون الشيء غائبا عنا ، ثم نجده ..