والتعقل بالنسبة لنا.
وكذلك الحال في الإيواء في قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى.) فإنه قد جاء مصاحبا لوجدان الله تعالى له يتيما. فلم يتركه سبحانه ، مدة ثم آواه ..
وذلك لأنه تعالى قد عبر هنا بالفاء الدالة على التعقيب بلا فصل ، فقال : (فَآوى). لا بكلمة «ثم» الدالة على التعقيب مع المهلة .. فلم يقل «ثم» (آوى).
ثانيا : بالنسبة لقوله تعالى : (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى.)
نقول :
المراد بالعائل : الفقير ذو العيلة من غير جدة .. في إشارة إلى تنوع الحاجات ، وإلى عظم المسؤوليات الملقاة على عاتقه «صلىاللهعليهوآله» سواء فيما يرتبط بنفسه ، أو فيما يرتبط بالآخرين. وخصوصا مسؤوليات هداية البشر منذ خلق الله آدم عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام ..
وقد ذكرت هذه الآية المباركة : أن الله تعالى قد وجد نبيه عائلا محتاجا إلى النعم والألطاف ، والعون. سواء في ذلك ما يرجع لنفسه أو لغيره (١) ، من خلاله .. فأفاض عليه منها ما يليق بمقامه الأسمى والأقدس. وما يناسب حاجته ، وموقعه ، ومسؤولياته في جميع مراحل وجوده ، حتى حينما كان نورا معلقا بالعرش.
__________________
(١) إن الذي يرجع لنفسه يرجع لغيره أيضا بنحو وبآخر .. فإنه «صلىاللهعليهوآله» أسوة وقدوة ، ومثل أعلى ، ثم هو ملجأ ووسيلة إلى الله .. احتاج الأنبياء إليه ، وتوسلوا به منذ آدم عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام .. فلا بد أن تتجلى كمالاته ومزاياه منذئذ ..