الصلوات الخمس المفروضات من أقامهن وحافظ على مواقيتهن لقي الله يوم القيامة وله عنده عهد يدخله به الجنة ومن لم يصلهن لمواقيتهن ولم يحافظ عليهن فذلك اليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه».
وفي الحسن عن هارون بن خارجة عن ابي عبد الله (عليهالسلام) (١) قال : «الصلاة وكل بها ملك ليس له عمل غيرها فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها فان كانت مما تقبل قبلت وان كانت مما لا تقبل قيل له ردها على عبدي فينزل بها حتى يضرب بها وجهه ثم يقول له أف لك ما يزال لك عمل يعييني».
وروى في الفقيه بسنده عن مسعدة بن صدقة (٢) انه قال : «سئل أبو عبد الله (عليهالسلام) ما بال الزاني لا تسميه كافرا وتارك الصلاة تسميه كافرا وما الحجة في ذلك؟ فقال لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافا بها ، وذلك لأنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا وهو مستلذ بإتيانه إياها قاصدا إليها وكل من ترك الصلاة قاصدا لتركها فليس يكون قصده لتركها اللذة فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر».
بيان : في هذه الاخبار الشريفة جملة من النكات الطريفة والفوائد المنيفة يحسن التعرض لذكرها والتوجه لنشرها وذلك يقع في مقامات :
(الأول) ـ ما دل عليه حديث ابي بصير المتقدم من قوله (عليهالسلام): برواية صاحب الكافي «كل سهو في الصلاة يطرح منها غير ان الله تعالى يتم بالنوافل». قد ورد نحوه في جملة من الاخبار : منها ـ رواية علي بن أبي حمزة عن ابي بصير (٣) قال : «قال رجل لأبي عبد الله (عليهالسلام) وانا اسمع جعلت فداك اني كثير السهو في الصلاة؟
__________________
(١) رواه في الوسائل في الباب ٦ من أعداد الفرائض.
(٢) رواه في الوسائل في الباب ١١ من أعداد الفرائض.
(٣) الفروع ج ١ ص ١٠١ وفي الوسائل في الباب ١٧ من أعداد الفرائض.