قال : وخرجا على ساحل البحر فاذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر ، في أذنيه درتان فتوركه العالم (١) فذبحه قال له موسى : (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) قال (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) خبزا نأكله فقد جعنا ، قال : وهي قرية على ساحل يقال له ناصرة ، وبها سمى النصارى نصارى فلم يضيفوهما ولم يضيفوا بعد هما أحدا حتى تقوم الساعة ، وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعاوية ، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسن بن على لعبد الله ابن على : لعنك الله من كافر ، فقال له : قد قتلته يا با محمد ، وكان مثل الجدار فيكم على والحسن والحسين (٢)
__________________
(١) اى جعله على وركه معتمدا عليها.
(٢) قال المجلسي (ره) في بيان الحديث : اما كون ترك الحسين عليهالسلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لأنه عليهالسلام بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة ، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة. منه : ظهور كفر بنى امية وجورهم على الناس. وخروج الخلق عن طاعتهم. ومنها : ظهور حقيقة أهل البيت عليهمالسلام وإمامتهم إذ لو بايعه الحسين عليهالسلام أيضا لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهمالسلام ولاة الأمر. ومنها : ان بسبب ذلك صار من بعده من الائمة عليهمالسلام آمنين مطمئنين ينشرون العلم بين الناس الى غير ذلك من المصالح التي لا يعلمها غيرهم ، ولو كان ما ذكره المورخون من بيعته عليهالسلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداء ، ولا يبعد أن يكون في الأصل يزيد بن معاوية فسقط السقاط الملعون هو وأبوه ، واما ما تضمن من قول الحسن عليهالسلام لعبد الله بن على فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره ، والقول بأنه عليهالسلام علم انه لو بقي بعد ذلك ولم يستشهد مع الحسين عليهالسلام ردا على المفيد ، وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار الى المختار ، فسئل ان يدعو اليه ويجعل الأمر له فلم*