١٥٢ ـ في مجمع البيان سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أخبرنى أبي بن كعب قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : ان موسى قام خطيبا في بنى إسرائيل فسئل أى الناس أعلم؟ قال : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم اليه ، فأوحى الله اليه ان لي عبدا ، بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى : يا رب فكيف لي به؟ قال : تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل ، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه ، فسقط في البحر (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً) وأمسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل الطاق ، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبر بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد ، قال موسى لفتاه آتنا غدائنا (لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً ، قالَ) : ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمر الله تعالى به فقال فتاه : (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ) الاية قال : وكان للحوت سربا ، ولموسى وفتيه عجبا ، فقال موسى : «ذلك ما كنا نبغى» الاية قال : رجعا يقصان الأثر حتى انتهيا الى الصخرة ، فوجدا رجلا مسجى بثوب ، فسلم عليه موسى فقال الخضر : وأنى بأرضك السلام ، قال : أنا موسى ، قال : موسى بنى إسرائيل؟ قال نعم أتيتك «لتعلمني (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) يا موسى انى على علم من الله لا تعلمه علمنيه ، وأنت على علم من الله علمك لا أعلمه أنا ، فقال له موسى : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) فقال الخضر : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً فَانْطَلَقا) يمشيان على
__________________
* يفعل ، فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف. قوله : «فقال له» اى أمير المؤمنين عليهالسلام «قد قتلته» اى سيقتل بسبب لعنك أو هذا اخبار بأنه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد ان الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين بصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح على والحسن والحسين عليهمالسلام في أولادهم الى أن يظهره القائم للخلق أو حفظ الله علم رسول الله صلىاللهعليهوآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم فأقام عليا عليهالسلام للخلافة بعد أن أصابه ما اصابه من المخالفين والله يعلم.