لكان الحول عنى معتزلا ، ولكانت القوة منى بعيدة فغذوتنى بفضلك غذاء البر اللطيف تفعل بى ذلك تطولا على الى غايتي هذه.
٤٣ ـ في الكافي ابن محبوب عن رفاعة قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : ان النطفة إذا وقعت في الرحم تصير الى علقة ، ثم الى مضغة ، ثم الى ما شاء الله ، وان النطفة إذا وقعت في غير الرحم لم يخلق منه شيء ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبي منهال عن الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : ان النطفة (١) إذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها ، فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها.
٤٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : قال أبو جعفر عليهالسلام : ان النطفة تكون في الرحم أربعين يوما ، ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين يوما ، فاذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين فيقولان : يا رب ما نخلق ، ذكرا أو أنثى؟ فيؤمران فيقولان : يا رب شقي أو سعيد؟ فيؤمران فيقولان : يا رب ما أجله وما رزقه وكل شيء من حاله ، وعدد من ذلك أشياء ، ويكتبان الميثاق بين عينيه (٢) فاذا كمل الأجل بعث الله اليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وقد نسي الميثاق ، فقال الحسن بن الجهم أفيجوز أن يدعو الله فيحول الأنثى ذكرا أو الذكر أنثى؟ فقال : ان الله يفعل ما يشاء.
٤٦ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن
__________________
(١) ماث الشيء في الماء : أذابه فيه. وبالشيء : خلطه به.
(٢) قال الفيض (ره) : وكتابة الميثاق بين عينيه كناية عن مفطوريته على التوحيد وشهادته بلسان عجزه وافتقاره على عبوديته ويؤتيه معبوده كما أشار اليه في الحديث النبوي : كل مولود يولد على الفطرة وانما أبواه يهود انه وينصر انه ويمجسانه وانما ينسى الميثاق بالزجرة والخروج لدخوله بها في عالم الأسباب الحائله بينه وبين مسببها المانعة له عن إدراكه.