في أول الأمر ، قال : فنظر إليه فأعجبه نحوه ، قال له من أين أنت؟ قال : من أهل خراسان ، قال : من أي خراسان؟ قال : من مرو ، قال : تعرف رجلا يقال له عبد الله ابن المبارك؟ قال : نعم! قال : ما فعل؟ قال : هو الذي تخاطب ، قال : فسلم عليه ورحب به ، وحسن الذي بينهم.
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال : بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حمّاد بن زيد مسلما عليه فقال أصحاب الحديث لحمّاد بن زيد : يا أبا إسماعيل تسأل أبا عبد الرّحمن أن يحدثنا؟ فقال : يا أبا عبد الرّحمن تحدثهم ، فإنهم قد سألوني قال : سبحان الله يا أبا إسماعيل ، أحدث وأنت حاضر! قال : فقال أقسمت لتفعلن ـ أو نحوه ـ قال : فقال ابن المبارك خذوا ؛ حدّثنا أبو إسماعيل حمّاد بن زيد ، فما حدث بحرف إلا عن حمّاد بن زيد.
أجاز لي محمّد بن أسد الكاتب ـ وحدّثني أبو محمّد الخلّال عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا أحمد بن مسروق ، حدّثنا محمّد بن حميد قال : عطس رجل عند ابن المبارك قال : فقال له ابن المبارك : أيش يقول الرجل إذا عطس؟ قال : يقول الحمد لله ، قال : فقال له ابن المبارك : يرحمك الله ، قال فعجبنا كلنا من حسن أدبه.
أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : عبد الله بن المبارك خراساني ثقة ، ثبت في الحديث ، رجل صالح ، وكان يقول الشعر ، وكان جامعا للعلم.
أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا العبّاس بن مصعب قال : جمع عبد الله بن المبارك ، الحديث ، والفقه ، والعربية ، وأيام الناس ، والشجاعة ، والتجارة ، والسخاء ، والمحبة عند الفرق.
وأخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عمرو بن عبد الله الغازي قال : سمعت محمّد بن عبد الوهاب الفراء يقول : ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة ، ابن المبارك ، والنّضر بن شميل ، ويحيى بن معين.