أبا طاهر عبد الواحد بن عبد السميع البغدادي يقول : دخلت على السلامي الشاعر وهو مريض قد أنهكه المرض فتألمت له ولما كنت أحظى به من شعره وتغممت (١) له ، فقال لي : اكتب هذين البيتين فلست تكتب عني شيئا بعدهما ، والبيتان :
حل الصباع عن (٢) العناق يدي |
|
والأزر قد خلطت به الحلل |
وا خجلتي من الوشاة غدا |
|
أن أثرت بخدودنا القبل |
قال : فكتبتهما وخرجت ، فلما بلغت باب الدرب الذي داره فيه صرخوا عليه.
من أهل باب الأزج ، قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري ، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن الآبنوسي وأبي منصور أنوشتكين (٤) بن عبد الله الرضواني وأبوي الفضل محمد بن (٥) عمر (٦) ابن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي وأبي محمد عبد الله ابن علي بن أحمد المقرئ وأبي الكرم بن الشهرزوري وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي الغزال ومن جماعة غيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته ؛ وقرأ عليه الناس القرآن بالروايات ، فأكثروا وقصدوه من الأماكن لذلك ، وحدث بالكثير ، وكان صدوقا أمينا نزها عفيفا متدينا ، حسن الطريقة ، مرضي السيرة ، سمعت منه كثيرا.
__________________
(١) في الأصل : «تغمغمت».
(٢) في (ب) : «على العناق».
(٣) انظر : شذرات الذهب ٥ / ١٣. وغاية النهاية ١ / ٤٧٤.
(٤) في الأصل ، (ب) : «أبو سكين» وفي (ج) : «أبو شنكين».
(٥) محمد بن» ساقطة من (ب)
(٦) في كل النسخ : «ناحر» والتصحيح من العبر ٤ / ١٢٧.