هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.
قرأت في كتاب «التأريخ» لأبي الحسن علي بن عبيد الله (١) بن الزاغوني بخطه قال : توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان من سنة خمس عشرة وخمسمائة ولم يرو شيئا إلا اليسير.
ذكره غيره أنه دفن بباب حرب ، وأن مولده في أحد الربيعين من سنة سبع وخمسين وأربعمائة [رحمهالله].
أخو عبد الواحد الذي تقدم ذكره. سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا الحسن محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهما ، وحدث باليسير ، وكان واعظا متفننا ، مليح الوعظ ، جميل المحيا ، حسن الصورة ، ظريفا ، سمع منه أبو محمد ابن السمرقندي وأبو الفضل بن عطاف ، وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وأبو عبد الله الدقاق الأصبهاني ، وكان كتب عنه بأصبهان لما وردها رسولا من دار الخلافة إلى بعض الملوك السلجوقية.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد الفاخر القرشي بأصبهان قال : أنشدنا والدي أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق ، أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي حفظا المطرز لنفسه :
أين (٤) المها والهوى العذرى يا دار |
|
قد كان لي فيك أوطان وأوطار |
لو لا دم في دموع العين ما نحلت |
|
ورددت سابق الأظعان إن ساروا |
وكاد من زفرات (٥) الشوق لي نفس |
|
يشيع الركب لو لا أنه سار |
__________________
(١) في الأصل ، (ب) : «بن عبد الله».
(٢) في (ب) : «اليمنى».
(٣) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٣٩٨.
(٤) في النسخ : «إن المها».
(٥) في الأصل : «فحرات» ، وفي (ب) : «فرات»