نزل ودخل داره ذهبت الجماعة ، وخرج هو من منزله ماشيا وعليه ثياب قصيرة مختصرة صغيرة الأكمام وعمامة لطيفة والمصلى على كتفه (١) ، حتى يأتي مسجده بالسوق فيقف على بابه ويؤذن بالصلاة ، ثم يدخل المسجد فيصلي التحية والسنّة ، ثم يخرج وقيم الصّلاة ويصلي بالناس إماما ، وكان يسحر الناس في ليالي شهر رمضان ، وكانت له معرفة حسنة بالمواقيت.
بلغنا أن القاضي عبد الملك بن الحديثي خرج إلى الحج في سنة تسع وستين وخمسمائة فحج وعاد إلى بغداد في سنة سبعين ، ودخلها في صفر وقد توفي والده قاضي القضاة ، [فعرض عليه منصب قضاء القضاة] (٢) فلم يجب واعتذر ، وتردد الكلام في ذلك أياما ، ومرض وتوفي في يوم الأحد الرابع والعشرين من صفر [من سنة سبعين] (٣) ودفن عند والده بحاج ظفر ـ رحمة الله عليهما.
نسيب أبي القاسم البغويّ المحدث ، كان من الشهود ببغداد ، ومن بيت (٥) الحديث والرواية ، ولم يبلغني له رواية ، كان مولده في سنة إحدى وستين ومائتين ، وتوفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي (٦) الواسطي في كتاب «تاريخ القضاة والحكام» من جمعه.
__________________
(١) في (ب) : «على كيفية» تحريف.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة في المطبوعة.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٤) في (ب) : «بن المرزمان».
(٥) في (ج) : «ومن ثبت الحديث». وفي (ب) : «من بيت الحديث».
(٦) في كل النسخ : «المانداى». والتصحيح من «المشتبه» (٢ / ٦٢٤).