من ساكني درب المطبخ ، من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر أبيه وجده. وكان يتوكل على أبواب القضاة ، ثم ترك ذلك وحج وانقطع في منزله. سمع أبا يعقوب يوسف بن عمر الحربي وأبا بكر محمد بن منصور بن إبراهيم القصري المقرئ وأبا العباس أحمد بن بنيمان المستعمل وغيرهم ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا ، حسن الأخلاق.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الوكيل ، أنبأنا أحمد بن بنيمان بن عمر ، أنبأنا ثابت ابن بندار ، أنبأنا أحمد بن علي التوزي ، أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، حدثنا الحسين ابن القاسم أبو علي الكوكبي ، حدثنا أبو سلمة الواسطي قال : قال إسحاق الأزرق : كنا عند شريك بن عبد الله فجاءه ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شيء من ذكر (١) علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، فقال أبو داود : نعم الرجل عليّ ، فقام إليه شريك فقال : ألمثل علي عليهالسلام تقول هذا؟ قال أبو داود : يا جاهل! إن الله أثنى على نفسه فقال (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) وأثنى على عبده فقال (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ، فقال شريك : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً).
وبالإسناد قال : حدثنا أبو علي الكوكبي قال : حدثنا عسل ، أنبأنا المازني قال : قال الأصمعي : بينما أنا أطوف في طرقات البصرة وإذا أنا بكناس يكسح كنيفا وإذا هو يقول :
وإياك والسكنى بأرض مذلة |
|
تعد مسيئا فيه إن كنت محسنا |
فنفسك أكرمها وإن ضاق مسكن |
|
عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا |
قال الأصمعي : فوقفت عليه (٢) وقلت : والله ما بقي من الهوان شيء إلا وقد أهنتها به ، فما الذي بلغت من كرامتها؟ فقال لي : كنس ألف كنيف أيسر [عليّ] (٣)
__________________
(١) في (ج) : «من ذكره».
(٢) «عليه» مكانها بياض في الأصول.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).